عرب لندن 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية أعلى على واردات الصلب والألمنيوم، في خطوة وصفها منتجو المعادن في المملكة المتحدة بأنها "ضربة مدمرة" للصناعة.

ووقّع ترامب قرارات رئاسية ترفع الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم إلى 25% بدلًا من 10% التي فرضها عام 2018 لدعم هذا القطاع المتعثر، وفقا "للتلغراف".

كما أعاد فرض رسوم على ملايين الأطنان من واردات الصلب والألمنيوم التي كانت تُعفى سابقًا بموجب اتفاقيات الحصص والإعفاءات والاستثناءات الخاصة بالمنتجات.

وأكد البيت الأبيض أن هذه القرارات تأتي امتدادًا لرسوم الحماية الوطنية التي فرضها ترامب عام 2018 لحماية منتجي الصلب والألمنيوم الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الإعفاءات السابقة أضعفت فعاليتها.

وبالإضافة إلى ذلك، أصدر ترامب معيارًا جديدًا يتطلب أن تكون واردات الصلب "مذابة ومصبوبة" داخل أمريكا الشمالية، بينما يجب أن يكون الألمنيوم "مصهورًا ومسبوكًا" في المنطقة، وذلك للحد من دخول الصلب الصيني الذي يتم تصنيعه جزئيًا ثم يُعاد تصديره. 

كما تستهدف الأوامر الجديدة المنتجات الفولاذية التي تعتمد على الصلب المستورد بفرض رسوم جمركية إضافية عليها.

وأوضح المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، أن هذه الإجراءات تهدف إلى دعم المنتجين الأمريكيين وتعزيز الأمن الاقتصادي والوطني للبلاد، مؤكدًا أنها ستضع حدًا للإغراق الأجنبي، وتعزز الإنتاج المحلي، وتضمن عدم اعتماد أمريكا على الدول الأجنبية في صناعاتها الحيوية.

وجاء الإعلان عن هذه الرسوم بعد تصريحات ترامب يوم الأحد بأنه سيكشف لاحقًا عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية المتبادلة، مما أثار تحذيرات من ردود فعل انتقامية من الشركاء التجاريين.

وأثارت القرارات الجديدة قلق مسؤولي الصناعة في المملكة المتحدة، حيث حذروا من أنها ستؤدي إلى فقدان الوظائف في قطاع التصنيع.

 ووصف غاريث ستايس، المدير العام لشركة "UK Steel"، هذه الرسوم بأنها "ضربة مدمرة" للصناعة البريطانية، فيما أكد ألاسدير مكديارميد، الأمين العام المساعد لنقابة "Community Union"، أن هذه القرارات "ستُلحق أضرارًا كبيرة وتهدد الوظائف".

وتوظف صناعة الصلب في المملكة المتحدة 33 ألف عامل بشكل مباشر، بالإضافة إلى 42 ألف آخرين عبر سلاسل التوريد. 

ووفقًا لبيانات الصناعة، فقد كانت صادرات الصلب البريطانية إلى الولايات المتحدة في طريقها للوصول إلى 178 ألف طن خلال عام 2024، بقيمة 364 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يمثل 9% من إجمالي صادرات المملكة المتحدة من الصلب، مما يجعل السوق الأمريكي ثاني أكبر وجهة تصديرية بعد الاتحاد الأوروبي.

ويأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه الشركات المصنعة التكيف مع سياسات الحكومة البريطانية الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني -وجود توازن بين انبعاث الكربون وامتصاصه من الغلاف الجوي في أحواض الكربون-.

 وعلى الرغم من هذه التحديات، أكدت "Tata Steel"، أكبر منتج للصلب في بريطانيا، أن التعريفات الأمريكية لن تؤثر على خططها لتطوير مصنعها في بورت تالبوت، حيث وقّعت الشركة في أكتوبر الماضي عقدًا لبناء فرن قوس كهربائي -نوع من الأفران الصناعية يُستخدم لصهر المعادن- جديد سيخفض انبعاثات الكربون في الموقع بنسبة 90%.

وفي تعليق أولي قبل الإعلان الرسمي لترامب، صرّح متحدث باسم الحكومة البريطانية بأن المملكة المتحدة ستسعى للحصول على مزيد من التفاصيل حول هذه الخطط والإجراءات الأمريكية الجديدة.

السابق المنافسة تشتعل في السوق البريطاني مع انخفاض معدلات الرهن العقاري إلى أقل من 4%
التالي هيئة مستقلة توصي بزيادة رواتب نواب البرلمان البريطاني بمقدار 2,500 جنيه إسترليني