عرب لندن

كشفت الأرقام الأخيرة الصادرة عن هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا (NHS) عن زيادة غير مسبوقة في أعداد المرضى الذين ينتظرون أكثر من 12 ساعة في أقسام الطوارئ (A&E) ليتم قبولهم في الأقسام الداخلية بالمستشفيات. 

وفي يناير الماضي، وصل عدد المرضى الذين انتظروا أكثر من 12 ساعة إلى ما يزيد عن 61 ألف مريضًا، بزيادة عن 54,207 مرضى في ديسمبر، متجاوزًا الرقم القياسي الذي تم تسجيله في ديسمبر 2022 والذي بلغ 54,573 مريضًا، بحسب "الإندبندنت"

وتأتي هذه الزيادة في الوقت الذي يواجه فيه النظام الصحي في المملكة المتحدة ضغطًا متزايدًا بسبب شغل أسرّة المستشفيات من قبل مرضى لا يحتاجون إلى علاج طبي ولكنهم عالقون في المستشفيات في انتظار أماكن شاغرة في دور الرعاية. 

ووفقًا للأرقام، بلغ متوسط عدد الأسرة المشغولة من قبل هؤلاء المرضى 14,087 سريرًا في يناير، ما يفاقم من الضغط على النظام الصحي.

 كما يواصل فيروس النوروفيروس، في زيادة الأعباء على المستشفيات، حيث يتم إدخال نحو 950 مريضًا يوميًا إلى المستشفيات بسبب هذا الفيروس، وهو رقم قريب من ذروة الموسم الذي تم تسجيله في الأسبوع السابق، إلا أنه ما يزال ضعف الأعداد المسجلة في نفس الأسبوع من العام الماضي.

ورغم هذه الضغوط المستمرة، أظهرت الأرقام الشهرية تحسينًا طفيفًا في أداء أقسام الطوارئ، ففي يناير، تم استقبال نحو 73% من المرضى في أقل من أربع ساعات من وصولهم إلى الطوارئ، بزيادة عن 71.1% في ديسمبر و70.4% في يناير 2024.

وركزت الجمعية الملكية للأطباء على أن أكثر من 420 ألف مريض كانوا جاهزين للخروج من المستشفيات ولكنهم ما يزالون محتجزين فيها، بزيادة تقدر بـ14% عن الشهر السابق. 

وعلق الدكتور جون دين، نائب رئيس الجمعية، على الوضع قائلا بأنه لا يجب أن يستمر، مشيرًا إلى أن تأخر خروج المرضى يرهق أقسام الطوارئ ويؤدي إلى إلغاء العلاجات المجدولة، ما يسبب معاناة صحية إضافية للمرضى.

وأرجع الخبراء هذه الأزمة إلى نقص الأماكن في دور الرعاية والمرافق الصحية الأخرى، مما يؤدي إلى تأخير تحركات المرضى. وأكد الدكتور دين أن هذا الفشل المنهجي في توفير أماكن مناسبة لمرضى المستشفيات يشكل عبئًا إضافيًا على النظام الصحي ويؤدي إلى تأخر تقديم الرعاية للمرضى الذين هم في أمس الحاجة لها.

ورغم هذه الضغوط الكبيرة، تمكّن موظفو (NHS) من تقديم العلاج لأكثر من 18 مليون شخص في عام 2024، وهو رقم قياسي، مما ساهم في تقليص أوقات الانتظار للمرضى. 

وفي ديسمبر وحده، قدمت (NHS) أكثر من مليون علاج، بزيادة بنسبة 6.5% مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما ساعد في تقليص قوائم الانتظار.

وأشار البروفيسور جوليان ريدهيد، المدير الطبي في (NHS)، إلى أن هذه الأرقام تظهر كيف أن الابتكارات والجهود الكبيرة للموظفين بدأت تُسهم في الحد من تراكم المرضى. 

وأضاف أنه رغم الظروف الصعبة التي واجهها النظام الصحي في هذه الفترة التي تلت جائحة كورونا، فإن أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ وفي سيارات الإسعاف قد شهدت تحسنًا ملحوظًا في يناير، موضحًا أن (NHS) ستواصل العمل لتحسين حركة المرضى عبر المستشفيات خلال العام الحالي.

من جانبه، أكد وزير الصحة، ويس ستريتينغ، أن الحكومة قد خفضت قوائم الانتظار في (NHS) بما يقارب 160 ألف حالة منذ يوليو، عن طريق الاستثمار والإصلاحات، مشيرًا إلى أن الحكومة ستواصل معالجة القضايا التي تواجه أقسام الطوارئ لضمان تحسين الخدمة.

السابق حريق ضخم في فندق المشاهير بلندن.. إجلاء 100 شخص وسط حالة من الذعر!
التالي الحكومة البريطانية تترقب تأثير التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب