عرب لندن
تم القبض على امرأة قضت 550 يومًا في المستشفى رغم أنها كانت لائقة طبيًا للمغادرة، وذلك بعد اتخاذ هيئة الخدمات الصحية الوطنية إجراءات قانونية ضدها. ووفقًا لما ورد في موقع “ذا ستاندرد” The Standard، كانت جيسي، البالغة من العمر 35 عامًا، قد دخلت مستشفى نورثامبتون العام في 14 أبريل 2023 لتلقي العلاج من التهاب النسيج الخلوي، وهي حالة طبية تتطلب عادة إقامة قصيرة.
وبحلول نهاية أبريل، كانت جيسي جاهزة للمغادرة، لكنها لم تجد مكانًا للإقامة بعد أن أصبح دار الرعاية الذي عاشت فيه سابقًا غير قادر على تلبية احتياجاتها. وتم نقلها إلى دار رعاية جديدة، إلا أن جيسي عبرت عن قلقها من المدينة التي تقع فيها هذه الدار، حيث أنها تحمل ذكريات سيئة بالنسبة لها.
وفي تصريحاتها لهيئة الإذاعة البريطانية “البي بي سي” BBC، قالت جيسي: "أشعر بالغضب الشديد والانزعاج، وكأن حياتي وصحتي العقلية لا تهم". وقد أضافت أنها، وهي تعتمد على كرسي متحرك وتحتاج إلى مساعدة في رعايتها الشخصية، كانت عالقة في المستشفى لمدة 18 شهرًا في جناح يحتوي على ستة أسرة فقط، مما جعلها تشعر بالعزلة وتدهورت صحتها العقلية.
وفي خطوة نادرة، لجأت هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى المحكمة العليا لإجبار جيسي على مغادرة المستشفى، لتكون بذلك رابع شخص يواجه مثل هذا الإجراء منذ عام 2006. وذكر المستشفى أن الإقامة في مستشفى نورثامبتون العام لم تكن "أفضل بيئة للمرضى الذين لا يحتاجون إلى رعاية طبية حادة".
ومن جانبها، أكدت هيئة مجلس نورثامبتونشاير الشمالي، المسؤول عن رعاية جيسي، أنها لا تستطيع التعليق على حالتها بسبب التحقيقات الجارية بشأن سلوكها. وبعد مغادرتها المستشفى، تم العثور على مكان مناسب لجيسي بين 120 مكانًا محتملًا فقط، وهو شقة معيشية مدعومة في بلدة قريبة، حيث سيتم توفير رعاية على مدار 24 ساعة في البداية. إلا أن الانتقال إلى هذه المدينة جعل جيسي تشعر بمشاعر انتحارية بسبب الذكريات السيئة المرتبطة بها.
وفي جلسة المحكمة الأخيرة التي حضرتها جيسي عن بُعد في 4 أكتوبر، اضطرت إلى مغادرة الجلسة بسبب الإرهاق، حيث تحدثت والدتها نيابة عنها. وفي حكمه، أشار القاضي إلى أن جيسي يمكنها الطعن في تقييم المجلس بشأن ما إذا كان السكن الجديد مناسبًا لها، لكنه أكد أن عليها مغادرة المستشفى، لأن "هناك مرضى آخرين بحاجة إلى الأسرة".
هذا وتسلط قضية جيسي الضوء على مشكلات أوسع في نظام الرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 13000 سرير من أكثر من 100000 سرير في المستشفيات في إنجلترا كانت مشغولة بأشخاص لم يعودوا بحاجة إلى رعاية طبية حتى يناير 2025. وصرحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأن هذه الحالة تُظهر إخفاق نظام التفريغ في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في دعم الأشخاص المعرضين للخطر.