عرب لندن
انتقد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينج، اعتماد هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) المفرط على الأطباء المدربين في الخارج، معتبرًا أن هذا النهج غير مستدام ويعكس فشلًا في تطوير الكوادر الطبية المحلية.
وذكر موقع صحيفة “التلغراف” Telegraph، أن هناك بيانات رسمية تكشف أن ثلثي الأطباء الجدد المسجلين في بريطانيا العام الماضي حصلوا على مؤهلاتهم من خارج البلاد، مع زيادة عدد الأطباء القادمين من دول خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية بنسبة 400% منذ عام 2016. وفي المقابل، ظل عدد الأطباء الأوروبيين الوافدين عند مستوى ثابت يقارب 2500 طبيب سنويًا.
وقال ستريتينج إن "NHS" لطالما استفادت من خبرات الأطباء الدوليين، إلا أن الاعتماد على استقطاب الكفاءات من دول تعاني أصلًا من نقص حاد في الكوادر الطبية ليس حلاً مستدامًا. وأكد أن الحكومة تعمل على زيادة عدد المقاعد الدراسية في كليات الطب البريطانية بعد أن أدت السياسات السابقة إلى استبعاد آلاف الطلاب المتفوقين.
وتأتي هذه التصريحات وسط ضغوط متزايدة على الحكومة لمراجعة سياسات الهجرة، لا سيما مع تعهد وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، بخفض صافي أعداد المهاجرين، في ظل استمرار تدفق الوافدين عبر القناة الإنجليزية.
وأثار نظام تقييم الأطباء الأجانب جدلًا واسعًا، حيث أشار مستشارون طبيون إلى أن الاختبارات الحالية لا تضمن معادلة المهارات بكفاءة مع نظرائهم البريطانيين. فعلى الرغم من خضوع الأطباء القادمين من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية لاختبار التقييم المهني (PLAB)، يرى بعض الخبراء أن هذا الاختبار "غير كافٍ"، مقارنةً بالمعايير الصارمة المعتمدة في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
وتشير البيانات إلى أن 60% من القضايا التأديبية المسجلة العام الماضي شملت أطباءً مؤهلين من خارج بريطانيا، إلا أن الهيئة الطبية العامة (GMC) أوضحت أن هذه الفجوة قد تعود جزئيًا إلى التمييز، وتعهدت بمعالجتها بحلول عام 2026.
في السياق ذاته، وصف البروفيسور كارول سيكورا، العميد المؤسس لكلية الطب بجامعة باكنغهام، اعتماد بريطانيا على الأطباء الأجانب بأنه "مأساة وطنية"، مؤكدًا أن "خمسة من كل ستة طلاب متفوقين يتم رفضهم من كليات الطب البريطانية".
وشدد على ضرورة إصلاح نظام القبول الطبي وزيادة عدد خريجي الجامعات البريطانية من الأطباء، بدلًا من الاعتماد على استقدام الكفاءات من الخارج.
ومع استمرار الضغوط على "NHS"، تتزايد المطالبات بإصلاح جذري لنظام تدريب الأطباء، لضمان استدامة الخدمات الصحية دون الحاجة إلى استقطاب مكثف للكوادر من الخارج.