عرب لندن

أظهرت دراسة جديدة أن عدد الأطفال والشباب الذين يتم إدخالهم إلى أجنحة المستشفيات الحادة بسبب مشاكل الصحة العقلية قد شهد زيادة ملحوظة بنسبة 65٪ على مدى العقد الماضي.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها موقع قناة “سكاي نيوز” Sky News، والتي أُجريت بقيادة فريق من جامعة كلية لندن (UCL)، أن حالات القبول السنوية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا، والذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، ارتفعت من 24198 حالة في عام 2012 إلى 39925 حالة في عام 2022. ويمثل هذا الرقم زيادة كبيرة في الضغط على أجنحة الطب الحاد العامة في إنجلترا، التي تُعنى بتقييم وعلاج المرضى الذين يعانون من حالات صحية جسدية وعقلية معًا.

وتتمثل أبرز الأسباب لهذه الحالات في مشاكل الصحة العقلية، حيث مثلت حالات الإيذاء الذاتي أكثر من نصف الحالات، بنسبة بلغت 53.4٪. كما أظهرت الدراسة أن حالات دخول الفتيات إلى المستشفيات بسبب مشاكل الصحة العقلية كانت الأكثر زيادة، حيث ارتفعت من 9901 حالة في الفئة العمرية 11-15 عامًا إلى 19349 حالة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 112.8٪.

كما رصدت الدراسة زيادة حادة في حالات إيذاء النفس، خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات. كما أظهرت الأرقام ارتفاعًا ملحوظًا في حالات دخول الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الأكل، حيث ارتفعت الحالات من 478 إلى 2938 حالة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الزيادة في حالات الدخول تمثل تحديات كبيرة للأجنحة الطبية الحادة، التي تقوم بتقديم العلاج للأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية عقلية مع التزامن مع مشاكل صحية جسدية، مثل الجوع الناجم عن اضطراب الأكل.

وقال الدكتور لي هدسون من معهد UCL Great Ormond Street لصحة الطفل، إن الزيادة في شدة الحالات قد تضع ضغطًا هائلًا على الموظفين في أجنحة المستشفيات، مما يتطلب المزيد من الدعم والتدريب المناسب لهم. وأضاف أن أجنحة الرعاية الحادة ليست دائمًا مجهزة بشكل كامل لتقديم الرعاية المناسبة لهذه الحالات المتزايدة.

وأضاف الدكتور هدسون: "يجب أن يكون تحسين الرعاية جزءًا من أولوياتنا، لأن هذه القضية لن تختفي". وشدد على أهمية توفير بيئة داعمة للأطفال وأسرهم، وتزويد العاملين بالمستشفيات بالمهارات اللازمة لمواجهة هذه التحديات.

ومن جهتها، قالت الدكتورة كارين ستريت، من الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل، إن الزيادة بنسبة 65٪ في حالات القبول بسبب مشاكل الصحة العقلية تشير إلى تدهور مقلق في الصحة العقلية للأطفال والشباب. وأوضحت أن جائحة كوفيد-19 كان له تأثير عميق على الصحة العقلية للشباب، لكنّه لم يكن العامل الوحيد وراء هذه الزيادة.

وأكدت الدكتورة ليزلي كراوز، من نفس الكلية، على ضرورة تسليط الضوء على هذه الأزمة وضرورة توفير الرعاية الكافية للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية، مع الاستمرار في متابعة تأثيرات الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا على صحتهم النفسية.

وتتطلب هذه الزيادة في حالات القبول بسبب مشاكل الصحة العقلية اهتمامًا عاجلاً، مع ضرورة تحسين خدمات الرعاية الصحية والعلاج النفسي للأطفال والشباب لضمان تقديم الدعم الكافي لهم في هذه الفترات الحرجة.

السابق ثورة تقنية: طائرات بدون طيار لمواجهة تهريب المخدرات في سجون بريطانيا
التالي الأرصاد تحذر من عاصفة "إيوين": قنبلة جوية قد تسبب اضطرابات واسعة