عرب لندن
كشفت بيانات مقلقة أن 518 ألف مريض في بريطانيا تُرِكُوا على نقالات في أقسام الطوارئ لمدة 12 ساعة أو أكثر العام الماضي، وهو ما يعكس تدهور الوضع الصحي في البلاد.
ووفقًا لتحليل أجرته NHS England، وأعده حزب الديمقراطيين الأحرار، زادت حالات الانتظار بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق، حيث كان العدد 415,136 حالة في 2022. وهذا العدد يعد رقماً غير مسبوق مقارنة بـ1,306 حالات فقط سُجِّلَت في عام 2015.
وحسب ما ذكرته صحيفة الديلي ميل "Daily Mail" أظهرت البيانات أيضًا أن معدل إشغال الأسرة في المستشفيات البريطانية بلغ 93%، وهو ما يفوق المعدل الآمن البالغ 85%.
وهذا يشير إلى أن نظام الصحة العامة "NHS" يحتاج إلى 9,471 سريرًا إضافيًا لتلبية احتياجات المرضى. وفي العديد من المستشفيات، تم شغل 12,591 سريرًا يوميًا من قبل مرضى مؤهلين للخروج، لكنهم لم يستطيعوا مغادرة المستشفيات بسبب نقص في الرعاية المنزلية أو أماكن شاغرة في دور الرعاية.
ووفقًا لبيانات NHS England، تم علاج 5,408 مرضى بالإنفلونزا يوميًا في الأسبوع الماضي، من بينهم 256 في وحدات العناية المركزة. ومع عودة الأطفال إلى المدارس، يتوقع الخبراء أن تتزايد الإصابات، مما يزيد من احتمالية انتشار المرض في الأسر والمجتمعات الضعيفة.
وكشفت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق، كارى جونسون، أنها قضت الأسبوع الأول من عام 2025 في مستشفى NHS بعد إصابتها بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي. وأوضحت أنها عانت من صعوبة في التنفس؛ بسبب عدوى استمرت لمدة 18 يومًا، وأوصت الجميع بأخذ لقاح الإنفلونزا لحماية أنفسهم.
وبدوره وصف البروفيسور فيل بانفيلد، رئيس الجمعية الطبية البريطانية، الوضع في أقسام الطوارئ بأنه "غير آمن" و"مهين"، محذرًا من أن مئات المرضى يتعرضون لأضرار قد تكون قاتلة كل أسبوع، وبعضهم يموت قبل تلقي العلاج.
وأشار إلى أن الأوضاع في المستشفيات البريطانية أصبحت مشابهة لتلك الموجودة في البلدان النامية، حيث تعمل أقسام الطوارئ بطاقة تفوق 200%، مع وجود انتظار يصل إلى 50 ساعة للحصول على سرير.
وأكد الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، أن الانتظار الطويل في أقسام الطوارئ أسهم في وفاة 14,000 مريض في 2023، مشددًا على أن الوضع الراهن يشكل خطرًا جسيمًا على حياة المرضى.
في رد على هذه الانتقادات، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن الحكومة "ورثت NHS مكسورة"، وأوضح أن الوزارة قد اتخذت خطوات لحماية أقسام الطوارئ هذا الشتاء، شملت تقديم لقاحات الإنفلونزا وزيادة توزيعها، وكذلك إنهاء الإضرابات لضمان توافر الموظفين في المستشفيات.
في محاولة لتخفيف الضغط، أعلنت مستشفيات مثل مستشفى ويتنغتون في لندن عن عروض عمل للممرضات لتقديم "رعاية ممرات" للمرضى، بينما اتخذت مستشفيات أخرى تدابير مثل تركيب مقابس كهربائية وأنابيب أكسجين في الممرات لاستيعاب العدد الكبير من المرضى.
ووصف الخبراء الأزمة الحالية بأنها "حالة طوارئ وطنية"، محذرين من أن تأخر الحكومة في التصرف قد يؤدي إلى المزيد من الأضرار والخسائر في الأرواح.