عرب لندن
حذرت دراسة حديثة من أن مياه الصنبور قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف لملايين الأشخاص في المملكة المتحدة، إذ يُعتقد أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق "المياه العذبة" قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض تنكسية بنسبة تصل إلى 34%.
وأظهرت الدراسة، التي تعتبر الأولى من نوعها، وفقًا لموقع صحيفة “ديلي ميل أون لاين” Daily Mail Online، أن حوالي 40% من سكان المملكة المتحدة، أي ما يعادل 27 مليون شخص، يعيشون في مناطق ذات مياه شرب تحتوي على مستويات منخفضة من المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم.
ويعتقد العلماء أن هذه المعادن قد تكون لها تأثيرات وقائية على الدماغ، ومن المحتمل أن يؤدي انخفاضها إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف وغيره من الأمراض التنكسية العصبية. وأشار العلماء أن هذه المعادن قد تكون لها تأثيرات وقائية على الدماغ، ومن المحتمل أن يؤدي انخفاضها إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف وغيره من الأمراض التنكسية العصبية.
وتعتبر مناطق المياه العذبة مثل أسكتلندا، معظم يوركشاير، وكورنوال، والسواحل الغربية والجنوبية في ويلز من بين الأكثر تضررًا. وفي الوقت ذاته، يقوم آلاف من سكان المناطق ذات المياه العسيرة بتركيب أجهزة لتنقية المياه من أجل إزالة المغنيسيوم والكالسيوم، اللذين يساهمان في تكوّن الترسبات الجيرية.
واستندت الدراسة إلى بيانات من حوالي 400,000 شخص في المملكة المتحدة، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستخدمون المياه العذبة قد يعانون من تغيرات هيكلية في أدمغتهم في 20 منطقة مختلفة. وتشير الأبحاث إلى أن هذا قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض عصبية تنكسية مثل التصلب المتعدد.
وقالت الدكتورة إيما أندرسون، أستاذة علم الأوبئة في جامعة كينجز كوليدج لندن، إن الدراسة يجب أن تؤخذ بحذر، مشيرة إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تساهم في تطور الخرف، مثل التدخين، ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول.
وأضاف الدكتور توم روس، مدير مركز أبحاث الخرف في ألزهايمر باسكتلندا، أن هذه الدراسة "تثير تساؤلات مهمة حول علاقة المياه بالخرف، ولكنها لا تثبت بشكل قاطع أن نوع المياه هو العامل الأساسي". وأكد على أن المخاطر الأكبر تتعلق بعوامل نمط الحياة مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم.
الدراسة، التي أُجريت بالتعاون مع إمبريال كوليدج لندن وجامعة شنغهاي جياو تونغ، تعتمد على بيانات البنك الحيوي البريطاني، الذي يتتبع صحة 500,000 بالغ. ووجد الباحثون أن أولئك الذين يعيشون في مناطق المياه العذبة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف الوعائي بنسبة 34% مقارنة بمن يعيشون في مناطق المياه العسيرة. كما أظهرت الدراسة أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 25%.
وبالرغم من هذه النتائج المثيرة، يُحذر الخبراء من استنتاجات سريعة، مشيرين إلى أن العديد من العوامل البيئية والوراثية يمكن أن تؤثر في تطور الأمراض العصبية. ووفقًا للباحثين، فإن هذه الدراسة تفتح المجال لمزيد من البحث حول تأثير نوعية المياه على صحة الدماغ.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد المصابين بالخرف في المملكة المتحدة من مليون إلى 1.4 مليون شخص بحلول عام 2030، مما يسلط الضوء على أهمية فحص العوامل البيئية التي قد تساهم في تطور هذه الأمراض.