مخاوف من تطرف البريطانيين بعد تخلي ميتا عن مدققي الحقائق
عرب لندن
أعرب خبراء بريطانيون عن مخاوفهم من أن يؤدي قرار شركة "ميتا" بإلغاء دور المدققين المحترفين للمعلومات على منصة فيسبوك إلى تفاقم ما يسمى بـ"تطرف الجيل الأكبر سناً" في المملكة المتحدة.
وقبل أحداث العنف التي وصفها كير ستارمر بأنها "أعمال شغب يمينية متطرفة" في الصيف الماضي، كانت هناك تحذيرات من أن الأشخاص الأكبر سناً أكثر عرضة للتضليل والتطرف مقارنة بالشباب الذين يُطلق عليهم اسم"الجيل الرقمي".
وأظهرت تحليلات أن حوالي 35% من المتهمين في هذه الأحداث كانوا في الأربعينات أو أكبر، مما يشير إلى تغير في الأعمار المرتبطة بمثل هذه الأنشطة مقارنة باضطرابات 2011، وفقا "للغارديان".
وأثار إعلان مارك زوكربيرغ استبدال المدققين بنظام قائم على جمع المصادر الجماعية والتوصية بمزيد من المحتوى السياسي، قلقاً جديداً بشأن مخاطر التطرف على المنصة.
وقالت الدكتورة سارة ولفورد من جامعة دي مونتفورت، وهي باحثة في مشروع "Smidge" الأوروبي لمكافحة التطرف، إن هذا النهج يعد "خطوة إلى الوراء" ويأتي "مع مخاطر كبيرة".
وأضافت أن الطبيعة المغلقة لمجموعات فيسبوك تجعل من الصعب على المستخدمين الأكبر سناً تمييز الحقيقة، مما يزيد من تعرضهم للمحتوى المتطرف.
وتضمنت الحالات التي أثارت القلق حادثة دارين أوزبورن، الذي كان يبلغ من العمر 48 عامًا عندما نفذ هجومًا إرهابيًا في مسجد بشمال لندن، وحادثة أندرو ليك، الذي كان يبلغ 66 عامًا عندما هاجم مركزًا للمهاجرين في دوفر. وكلاهما تأثر بالتطرف عبر الإنترنت.
وفقًا لحملة "Hope not Hate"، كان لفيسبوك دور مختلف مقارنة بمنصات مثل "تيليغرام" و"إكس" (تويتر سابقًا). ففي حين استُخدم تيليغرام للتحريض والتخطيط، وإكس لنشر الرسائل، كان فيسبوك يُستخدم لإنشاء مجموعات محلية صغيرة تستهدف أحداثاً معينة.
وتشير الأبحاث إلى أن المستخدمين الأكبر سناً يميلون إلى تصديق المحتوى الذي يبدو كأخبار تقليدية، ويبحثون عن التقدير داخل المجموعات المغلقة.
تقول ولفورد: "إنهم يبحثون عن الشعور بالتقدير والانتماء، ويجدون ذلك داخل أصداء غرف المجموعات على فيسبوك".
وساهمت أحداث مثل بريكست، وفوز ترامب، وجائحة كوفيد-19 في توجيه مستخدمي فيسبوك نحو سياسات يمينية متطرفة، وفقًا للدكتورة ناتالي آن هول من جامعة كارديف.
وانتقد الخبراء موقف ميتا، قائلين بأنه سيؤدي إلى زيادة الشعور بالاضطهاد بين أصحاب الآراء المناهضة للتقدمية، مما يغذي التطرف.
ودعا هؤلاء ميتا إلى زيادة الجهود لمكافحة هذا الضرر بدلاً من تقليلها.