عرب لندن
أثار عمدة لندن، صادق خان، غضب مؤيدي بريكست بعرض ألعاب نارية خلال احتفالات رأس السنة، حمل رسالة مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
حيث تم إضاءة عجلة لندن الشهيرة "London Eye" بألوان علم الاتحاد الأوروبي الأزرق والأصفر، مما أثار ردود فعل متباينة بين مؤيدي ومعارضي بريكست.
العرض، الذي تزامن مع منتصف الليل، تضمن عبارة "لندن منفتحة" بعدة لغات: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، البولندية، الرومانية، والإسبانية. كانت هذه الرسالة تأكيدًا على موقف خان بأن لندن ستظل مدينة "منفتحة الذهن" و"تنظر للخارج" بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian"، عبّر خان خلال العرض عن فخره بتنوع المدينة، قائلاً: “في رأيي، نحن واحدة من أعظم مدن العالم، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو مساهمة الأوروبيين. التنوع قوة، وما نحتفل به الليلة هو هذا التنوع”.
كما شمل العرض عروضًا موسيقية من فنانين أوروبيين، مما عزز رسالة الانفتاح والشمولية التي سعى خان لتسليط الضوء عليها في وقت حساس بالنسبة لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
بعد العرض، نشر خان تغريدة أكد فيها: "مواطنونا الأوروبيون، الذين يزيد عددهم عن مليون في لندن، هم جزء من مجتمعنا، يساهمون بشكل كبير، ومهما كانت نتيجة بريكست، سيظلّون دائمًا موضع ترحيب".
بينما لاقت الرسالة دعمًا من سكان لندن الذين صوتوا للبقاء في الاتحاد الأوروبي، تعرض العرض لانتقادات حادة من مؤيدي بريكست.
ووصف النائب المحافظ أندرو بريدجن العرض بأنه "خيانة للديمقراطية"، وقال لصحيفة "ذا صن": "إنها خطوة غير لائقة لتسييس حدث دولي بهذا الشكل".
من جانبه، انتقد روجر هيلمر، النائب السابق في البرلمان الأوروبي عن حزب المحافظين، عرض الألوان الأوروبية في وقت حساس، حيث كانت المملكة المتحدة تجري مفاوضات حاسمة مع بروكسل.
وقال عبر تويتر: "بينما المملكة المتحدة في مفاوضات حاسمة مع بروكسل، يختار صادق خان عرض علم الجهة الأخرى على عجلة لندن. هل كان سيعرض علم الأرجنتين خلال حرب الفوكلاند؟".
ويعد هذا العرض جزءًا من مواقف صادق خان المعروفة ضد بريكست، حيث سبق أن طالب باتفاق خاص مع لندن لحماية مصالح المواطنين الأوروبيين، خاصة في القطاع المالي في المدينة.
كما دعم خان في سبتمبر الماضي الدعوة لإجراء استفتاء ثانٍ يشمل خيار العودة إلى الاتحاد الأوروبي، بسبب التأخيرات والتعقيدات التي شابت مفاوضات بريكست.
ويُذكر أن عرض الألعاب النارية في رأس السنة على ضفاف نهر التايمز أصبح تقليدًا مستمرًا منذ احتفالات الألفية، حيث تم تمويل العرض في عام 2018 بمبلغ 2.3 مليون جنيه إسترليني من سلطة لندن الكبرى، مع تعويض جزئي من إيرادات بيع 100 ألف تذكرة.