عرب لندن
اتهمت النائبة العمالية سارة أوين، رئيسة لجنة المساواة في مجلس العموم البريطاني، حكومة المحافظين بالمساهمة في تأجيج اضطرابات أغسطس الماضي من خلال تركيزها المفرط على قضية الهجرة وتأخير معالجة طلبات اللجوء.
وأشارت إلى أن سياسات مثل خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا أدت إلى تراكم الطلبات، وأثارت مشاعر الغضب في بعض المجتمعات.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" شهدت المملكة المتحدة أكثر من 20 حادثة شغب بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات خلال درس للرقص في مدينة ساوثبورت، ميرسيسايد.
وأوضحت أوين أن الهجمات لم تقتصر على المساجد فقط، بل شملت أيضاً فنادق كانت تؤوي طالبي لجوء، مما يعكس حالة من التوتر المجتمعي المتزايد.
وقالت أوين: "أعتقد أن تراكم طلبات اللجوء كان مقصوداً. لقد كان قراراً سياسياً. ولهذا السبب صُدمنا، لكن لم نتفاجأ بأحداث أغسطس."
وانتقدت أوين أيضاً نواب حزب "ريفروم يو كيه"، مشيرة إلى أن "النبرة واللغة التي يستخدمونها تزيد من حدة التوترات." كما ألقت باللوم على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "إكس" (تويتر سابقاً)، التي سمحت بعودة أصوات يمينية متطرفة، مثل الناشط تومي روببنسون، مما فاقم الوضع.
وأضافت أن التحريض عبر هذه المنصات أسهم في تصعيد الأحداث، مشيرة إلى دور الخوارزميات في نشر الكراهية. وقالت: "الواقع ليس كما تصوره هذه المنصات. في العالم الحقيقي، عندما تضررت المساجد، تجمع الناس لإعادة بنائها."
وأعلنت لجنة المساواة عن إطلاق تحقيق جديد يهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي، مع تسليط الضوء على المدن والبلدات التي نجحت في تجنب الاضطرابات.
وأوضحت رئيسة اللجنة، النائبة العمالية سارة أوين، أن الحوار المجتمعي الفعّال لعب دوراً محورياً في أماكن مثل مدينة لوتون، التي تمكنت من تجاوز التحريض السابق من اليمين المتطرف وبناء علاقات متينة بين مختلف فئات المجتمع.
ورفضت أوين تصريحات وزيرة الداخلية السابقة، سويلا بريفرمان، التي ادعت أن التعددية الثقافية في بريطانيا فشلت.
وقالت أوين: "أنا مثال حي على نجاح التعددية الثقافية. لطالما كانت بريطانيا بلداً يحتضن الناس من شتى أنحاء العالم، وهذا أمر يستحق الاحتفاء بدلاً من التشكيك فيه.
وأعلنت اللجنة عن نيتها عقد جلسات استماع العام المقبل لمناقشة قضايا محورية مثل التحيز ضد النساء المسلمات والصور النمطية عن كبار السن.
وأكدت أوين أن الهدف هو فهم المخاوف المجتمعية ومعالجتها بطريقة بنّاءة بعيداً عن تأجيج الصراعات الثقافية. وأضافت: “عندما يشعر الأفراد بالخوف، يكون ذلك غالباً بسبب وجود مشكلة أعمق تحتاج إلى معالجة حقيقية.”
وشددت أوين على أهمية التعددية الثقافية باعتبارها مصدر قوة للمجتمع البريطاني، قائلة: "عندما تُطبق التعددية الثقافية بشكل صحيح، فإنها تصبح مثالاً رائعاً على التفاهم والانسجام الذي يستحق الاحتفاء."