عرب لندن
تشهد المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في الإقبال على أدوية مكافحة السمنة مثل "مونجارو" و"ويجوفي"، حيث لجأ أكثر من نصف مليون شخص لشرائها عبر الإنترنت؛ بسبب التوزيع المحدود من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
ووفقاً لصحيفة التليغراف "Telegraph" بحسب الإحصائيات، تم وصف هذه الأدوية لـ500 ألف شخص عبر NHS، لكن 95% منهم اضطروا لشرائها من مواقع إلكترونية، نتيجة القيود الصارمة على توزيعها.
وحتى الآن، تم تخصيص هذه الأدوية فقط لـ35 ألف مريض من قبل الهيئة، ما أجبر العديد من الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة على اللجوء إلى الصيدليات الإلكترونية.
وكشف تحليل لصحيفة ذا تايمز عن وجود 53 صيدلية على الإنترنت في المملكة المتحدة تبيع أدوية GLP-1 بأسعار تصل إلى 200 جنيه إسترليني شهريًا. وتقدم بعض الصيدليات خصومات تصل إلى 50 جنيهًا إسترلينيًا، رغم أن هذه الأدوية تتطلب وصفة طبية.
وأثار هذا الإقبال الكبير على شراء الأدوية عبر الإنترنت قلق المسؤولين والخبراء، خاصة مع محدودية الإشراف الطبي على استخدامها.
وصفت الدكتورة كاث مكولو، المستشارة الوطنية للسمنة لدى NHS، طرح أدوية السمنة مثل "ويجوفي" و"مونجارو" بأنه "فرصة مثيرة". لكنها شددت على أن توسيع نطاق توفير هذه الأدوية بشكل مفاجئ لملايين المرضى أمر غير ممكن. وقالت:
"نعتمد نهجًا تدريجيًا لتوزيع الأدوية، مع إعطاء الأولوية للمرضى الأكثر حاجة وتركيز الجهود على المناطق ذات معدلات السمنة المرتفعة."
وحذرت الدكتورة كاث مكولو من شراء أدوية السمنة عبر الإنترنت، مشيرة إلى تسجيل حالات دخول للمستشفيات نتيجة لاستخدام هذه الأدوية دون إشراف طبي. وأوضحت أن الترويج لهذه الأدوية عبر الإنترنت أصبح مكثفًا بشكل مقلق، مما يسهل الحصول عليها بطريقة غير آمنة.
ودعت المرضى إلى تجنب هذه الطرق غير الموثوقة، والاعتماد على وصفات طبية من مختصين مؤهلين لضمان الاستخدام الآمن والصحيح.
وأصبح دواء "ويجوفي" متاحًا عبر NHS تحت الاسم التجاري "أوزيمبيك"، منذ سبتمبر، لكنه يُصرف فقط من خلال عيادات متخصصة في إنقاص الوزن. أما دواء "مونجارو"، الذي يُستخدم أسبوعيًا، فمن المقرر أن يكون متاحًا على NHS في عام 2025، مع تخصيصه لـ220 ألف مريض فقط خلال السنوات الثلاث المقبلة، أي ما يعادل 10% من المؤهلين لتلقيه.
ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت للحصول على أدوية السمنة، يزداد القلق بشأن التسويق غير القانوني لهذه الأدوية. وقد أعلنت هيئة معايير الإعلانات أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد الصيدليات التي تخالف القوانين المتعلقة بترويج الأدوية الموصوفة.
وجدير بالذكر أن أكثر من أربعة ملايين شخص في المملكة المتحدة، ممن لديهم مؤشر كتلة جسم يتجاوز 35 أو يعانون من حالات مرتبطة بالسمنة، مؤهلون للحصول على هذه الأدوية. لكن مع التوزيع المحدود، يظل الشراء عبر الإنترنت خيارًا يلجأ إليه الكثيرون، رغم المخاطر الصحية المرتبطة به.