عرب لندن 

بدأت قوات الشرطة البريطانية تقليص نشاطها على منصة (X) (المعروفة سابقًا باسم تويتر) بعد استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها، وفقًا لاستطلاع حديث.

وكانت المنصة قد استخدمت في نشر معلومات مضللة مرتبطة بحوادث الطعن في ساوثبورت، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب في جميع أنحاء بريطانيا خلال الصيف الماضي.

وأثار ماسك جدلًا يوم الاثنين بعد أن بدا وكأنه يدعم عريضة تدعو إلى إجراء انتخابات عامة جديدة في بريطانيا، قائلاً إن "شعب بريطانيا قد سئم من الدولة البوليسية الاستبدادية".

في أغسطس الماضي، تعرض ماسك لانتقادات من زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، بعد تصريحه بأن "الحرب الأهلية في بريطانيا أمر لا مفر منه".

ويقول منتقدو ماسك إن نهجه يعزز خطاب الكراهية، رغم تأكيده على أنه يدافع عن حرية التعبير.

اشترى ماسك منصة (X) مقابل 34 مليار جنيه إسترليني في أكتوبر 2022، وتعهد بإعادة آلاف الحسابات التي سبق تعليقها. كما ألغى الحظر الدائم على حسابات الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون والمعلقة كاتي هوبكنز، التي أُزيل حسابها في السابق بسبب "محتوى يحض على الكراهية".

ووفقًا لمسح أجرته وكالة رويترز، بدأت قوى شرطية أخرى السير في الاتجاه ذاته.

وبحسب "التلغراف"، راقبت رويترز منشورات 44 قوة شرطية، بما في ذلك شرطة النقل البريطانية، على منصة (X) خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت 13 نوفمبر، مما أظهر انخفاض عدد المنشورات بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.

وخفضت شرطة وست ميدلاندز، إحدى أكبر القوات الشرطية في بريطانيا والتي تخدم مدينة برمنغهام، منشوراتها على (X) بنسبة تقارب 95% خلال تلك الفترة مقارنة بالعام السابق. كما قلصت شرطة لانكشاير استخدام المنصة بنسبة تقارب ثلاثة أرباع.

كما أعلنت شرطة ديربيشاير، التي تخدم نحو مليون شخص في وسط إنجلترا، أن آخر منشور أصلي لها على منصة (X) كان في 12 أغسطس، ومنذ ذلك الحين اقتصرت نشاطاتها على الرد على الاستفسارات فقط. وأوضحت الشرطة أنها تراجع حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ذكرت قوات شرطية أخرى أن منصة (X) لا تزال مفيدة لتقديم تحديثات تتعلق بقضايا مثل إغلاق الطرق، لكنها أكدت أن منصات مثل فيسبوك وإنستغرام تُعد أفضل للتواصل مع المجتمعات.

في السياق ذاته، تُعد شرطة شمال ويلز القوة الوحيدة التي أعلنت رسميًا انسحابها الكامل من المنصة.  وقالت أماندا بلايكمان، قائدة الشرطة، في بيان حينها إن "التواصل بمعلومات دقيقة وذات صلة مع مجتمعاتنا بات يصبح أكثر صعوبة على منصة (X)، بجانب أنها لم تعد تتماشى مع قيمنا، ولهذا السبب قررنا التوقف عن استخدامها".

وكانت صحيفة" التلغراف" قد كشفت في وقت سابق عن قرار صحيفة "الغارديان" بالتوقف عن النشر على (X)، متهمة إيلون ماسك بعدم اتخاذ إجراءات كافية لوقف "المحتويات المقلقة" التي تشمل "نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة والعنصرية".

ووفقًا لبيانات من منصة التحليل الرقمي "Similarweb"، بلغ عدد مستخدمي تطبيق (X) في بريطانيا خلال شهر أكتوبر أكثر من 10 ملايين مستخدم، مقارنة بـ 4.5 مليون لمستخدمي منصة "Threads" و433,000 لمستخدمي "Blue Sky".

مع ذلك لا يزال استخدام (X) في تراجع، حيث انخفض عدد مستخدمي التطبيق في بريطانيا بنسبة 19% مقارنة بالعام الماضي، بحسب البيانات نفسها.

التالي نائب رئيس هيئة الأركان البريطاني: "مستعدون لمواجهة بوتين "فورًا" إذا هاجم أوروبا الشرقية"