عرب لندن
صرّح نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطاني الجنرال روب ماغوان، بأن الجيش البريطاني مستعد لخوض مواجهة مع روسيا "في ذات الليلة" إذا قامت بغزو جديد لدولة في أوروبا الشرقية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة ستاندرد ”standard“ قال ماغوان أمام لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني: "إذا طُلب من الجيش البريطاني القتال الليلة، فإنه سيقاتل الليلة. لا ينبغي لأحد أن يساوره الشك في أننا سنواجه الروس إذا غزوا أوروبا الشرقية."
تأتي هذه التصريحات وسط قلق متزايد بين دول الناتو الشرقية، مثل لاتفيا وإستونيا، بعد الحرب الروسية الشامل لأوكرانيا. كما أصدرت فنلندا، التي تشترك في حدود مباشرة مع روسيا، تحذيرًا بشأن تخريب البنية التحتية الحيوية هذا الأسبوع.
وبموجب مبدأ الدفاع المشترك لحلف الناتو، فإن أي هجوم على دولة عضو يُعتبر هجومًا على جميع الدول الأعضاء، مما يزيد من التزام بريطانيا بالدفاع عن حلفائها.
ورغم التصريحات القوية، يواجه الجيش البريطاني تحديات تتعلق بحجمه وقدراته. ويُعد حجم الجيش الحالي الأصغر منذ القرن الثامن عشر. وفي تصريح سابق، وصف وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، حالة القوات المسلحة بأنها "أسوأ بكثير مما توقعناه" عند تولي حزب العمال السلطة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن خطط لتقليص الإنفاق الدفاعي، تشمل سحب خمس سفن حربية و12 طائرة مروحية وطائرات مسيرة، ضمن مراجعة استراتيجية لتخفيض التكاليف.
ومع ذلك، أكد ماغوان أن القوات البريطانية تحتفظ بـ"مجموعة من نقاط القوة العملياتية"، لكنه أشار إلى الحاجة لتعزيز قدراتها الهجومية.
في تطور آخر، أجرت القوات المسلحة البريطانية تجربة ناجحة لنظام مدفعية "آرتشر" المتنقل، المصمم للنشر السريع، خلال تدريبات استمرت 12 يومًا في فنلندا بقيادة حلف الناتو.
وتزامنت تصريحات ماغوان مع تصعيد روسي جديد، حيث أعلنت موسكو عن اختبار صاروخ باليستي جديد متوسط المدى خلال هجوم على دنيبرو في أوكرانيا. وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن استخدام هذا السلاح يمثل "تصعيدًا خطيرًا وواضحًا".
وفي خطاب متلفز، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده تحتفظ بحق استهداف المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد روسيا، في إشارة إلى استخدام أوكرانيا صواريخ بريطانية وأميركية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
وتعتبر مدى الصاروخ الروسي الجديد تهديدًا محتملًا لبريطانيا، حيث يتجاوز مدى الصواريخ الغربية المورّدة لأوكرانيا، والتي تصل إلى 300 كيلومتر، مقارنة بالصاروخ الروسي الذي يمكن أن يصل إلى أكثر من 2500 كيلومتر.
وبدوره وصف زيلينسكي استخدام روسيا للصواريخ الجديدة بأنه دليل إضافي على أنها "لا تسعى للسلام"، قائلاً: "بوتين لا يكتفي بتمديد الحرب، بل يتحدى المجتمع الدولي الذي يسعى بصدق إلى تحقيق السلام."