عرب لندن 

يواجه الاقتصاد البريطاني تهديدات بعد إعلان دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية الأخيرة عن عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مما قد يتسبب في أضرار اقتصادية محتملة لبريطانيا. 

وقد ظهر أثر هذه التوجهات الأمريكية الجديدة بشكل ملحوظ خارج السفارة الأمريكية في لندن، حيث اصطف الزوار للحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة. السفارة الواقعة على الضفة الجنوبية من نهر التايمز، تقف وحيدة في مبنى زجاجي ضخم محاط بخندق على الطراز القديم، مما يعطي انطباعًا باردًا وغير مرحب، بحسب ما نقلته "الغارديان". 

وبعد فوز ترامب بالانتخابات الأسبوع الماضي، لم يكن الجو داخل السفارة أفضل حالًا، خاصة بالنسبة لمحافظ ولاية نيو جيرسي، فيل مورفي، الذي كان قد وصل للترويج للعلاقات التجارية بين بريطانيا وولايته.

 وقال مورفي، وهو أحد كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي: "هذا هو الفيل الموجود في الغرفة. بالنسبة لنا كديمقراطيين، كان يوم الثلاثاء يومًا صعبًا للغاية".

وأشار مورفي خلال حديثه لمجموعة من الصحافيين في السفارة إلى أن مهمته التي كانت تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية لولايته تحولت إلى محاولة لتقليل الأضرار المحتملة. 

يثير فوز دونالد ترامب مخاوف متزايدة من حرب تجارية عالمية قد تكون أشد اتساعًا من تلك التي شهدتها فترة ولايته الأولى، حيث أثرت مواجهاته التجارية مع الصين بشكل كبير على التجارة العالمية وأضعفت النمو في الاقتصادات المتقدمة.

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10% على جميع الواردات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مع تهديدات بفرض رسوم تصل إلى 60% و100% على الصين والمكسيك على التوالي.

وبالنظر إلى اقتصاد المملكة المتحدة المفتوح والمعتمد على التجارة، فإن بريطانيا قد تكون ضمن الدول المتضررة من هذه الإجراءات، خاصة وأن علاقتها التجارية مع الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر شريك تجاري لبريطانيا، تبلغ قيمتها أكثر من 300 مليار جنيه إسترليني سنويًا.

ويحذر خبراء من أن مبيعات السيارات، ومحركات الطائرات من "رولز رويس"، والويسكي، والأدوية البريطانية قد تكون مهددة، رغم أنهم يشيرون إلى أن بريطانيا قد تكون أقل تضررًا من غيرها بسبب تركيز صادراتها إلى الولايات المتحدة على قطاع الخدمات، الذي قد لا تغطيه هذه الرسوم الجمركية.

وقال آشلي ويب من شركة "كابيتال إيكونوميكس" إن التأثير الكلي على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة من الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية قد يكون "طفيفًا"، لكنه حذر من أن ردود الفعل الانتقامية وتأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي قد يترتب عليهما عواقب أسوأ.

وفي المرة السابقة، تأثرت بريطانيا بالفعل بحرب ترامب التجارية مع الصين، حيث تراجع النمو العالمي وازداد عدم اليقين مما أثر سلبًا على الاستثمارات التجارية في المملكة المتحدة.

السابق "Palestine Action" في بريطانيا تتوسع رغم التهم الموجهة إليها بالإرهاب
التالي زيادة ضريبة التأمين الوطني الجديدة قد تعرض أكثر من مليوني موعد طبي للخطر