عرب لندن
أصدر الأطباء الشرعيون في إنجلترا وويلز 36 تحذيرًا هذا العام بشأن عدم كفاية مشاركة معلومات مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" حيث مات بعض المرضى لأن الأطباء لم يتمكنوا من الوصول إلى تفاصيل مهمة حول احتياجاتهم.
وبحسب صحيفة الغارديان “The Guardian” المشاكل الناجمة عن تداخل أنظمة تكنولوجيا المعلومات، والقيود المفروضة على الوصول إلى السجلات الطبية، والعوائق التي تحول دون مشاركة المعلومات خارج نطاق “NHS”، تعني أن الموظفين غالبًا ما يواجهون صعوبة في الوصول إلى تفاصيل المرضى الذين يعالجونهم.
في إحدى الحالات، توفي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بسبب عدوى بكتيرية بعد إصابته بجدري الماء. لم يكن المستشار في الهيئة على دراية بمتلازمة داون التي يعاني منها الطفل، مما زاد من ضعف حالته السريرية وفقدانه الوعي. ونتيجة لذلك، لم يخبر المستشار والدة الطفل بضرورة نقله إلى المستشفى فورًا، وتوفي الطفل في اليوم التالي.
وفي تقرير حول "الوقاية من الوفيات المستقبلية"، كتب الطبيب الشرعي أن “لو كان مستشار الصحة على دراية بالتشخيص، لكان قد تم تقييم الطفل من قبل طبيب في مساء 30 مايو 2023. وإذا حدث ذلك، لكان من الممكن تجنب وفاته”.
وفي حالة أخرى، توفي طفل يبلغ من العمر 11 عامًا بسبب عدم نقل معلومات مهمة عند نقله من سيارة الإسعاف إلى قسم الطوارئ تحت ضغط عمل الموظفين. كانت أنظمة تكنولوجيا المعلومات المستخدمة من قبل خدمات الإسعاف والمستشفيات غير متوافقة بشكل مباشر، لذا كان يجب نقل المعلومات السريرية شفهيًا، مما أدى إلى تفويت بعض التفاصيل.
وفي حالة ثالثة، لم يعرف العاملون في الصحة النفسية سبب نقل مريضة إلى قسم الطوارئ، لأن معلوماتها الرقمية لم تكن متاحة. تم تسريحها بدلًا من إبقائها بموجب قانون الصحة النفسية، وانتحرت في صباح اليوم التالي.
وبالإضافة إلى الحالات التي أدت فيها مشاكل في تبادل المعلومات إلى وفاة المرضى، كان هناك 38 حالة هذا العام حيث أعرب الأطباء الشرعيون عن قلقهم بشأن معلومات غير مكتملة أو غير صحيحة تم إدخالها في أنظمة سجلات المرضى.
إلى ذلك، تؤكد هذه التحذيرات على الحاجة إلى تحسين تبادل المعلومات في “NHS”، وقد أعلن حزب العمال عن خطط لتخزين بيانات الصحة لكل مريض في مكان واحد، ولتوفير السجلات الطبية للمرضى عبر أنظمة معلومات موحدة في كافة أنحاء الهيئة الصحية.
بدوره، قال وزير الصحة ويس سترينغ: "لا ينبغي لأي مريض أن يفقد حياته في عام 2024 لأن أجزاء مختلفة من "NHS" لا يمكنها تبادل المعلومات. لهذا السبب نحن في حاجة ماسة لتحديث خدماتنا الصحية".
وأضاف: "خصصنا في الميزانية 2 مليار جنيه إسترليني لتزويد موظفي "NHS" بالتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك السجلات الطبية الرقمية. من خلال خطة الـ10 سنوات، سنوفر سجلًا صحيًا موحدًا عبر تطبيق الرقمي للهيئة. حتى يتمكن الأطباء من الحصول على صورة كاملة عن المريض الذي يعالجونه".
كما أشار متحدث باسم الحكومة الويلزية إلى تقديم أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني لدعم التغيير الرقمي في هيئة الخدمات الصحية في ويلز على مدار السنوات الخمس الماضية.