عرب لندن
طلبت المملكة المتحدة أكثر من 150 ألف جرعة من لقاح جدري القردة لتعزيز استعداداتها، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية؛ بسبب ارتفاع الإصابات في أفريقيا.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” أكد مسؤولو الصحة فيي بريطانيا على أهمية تعزيز الوقاية من خلال طلب المزيد من اللقاحات. بالرغم من عدم تسجيل أي حالات إصابة بالسلالة الجديدة "Ib" في المملكة المتحدة حتى الآن، وهي السلالة التي تفشت بسرعة في إفريقيا بعد ظهورها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووضعت السلطات الصحية في المملكة المتحدة ثلاثة سيناريوهات محتملة لتفشي جدري القردة، تتراوح بين ظهور مجموعات صغيرة من الإصابات، إلى انتشار وباء يمكن السيطرة عليه، وصولاً إلى احتمال انتقال العدوى في أماكن مثل المستشفيات والمدارس.
وأوضحت السلطات أن هذه السيناريوهات ليست تنبؤات فعلية، وإنما احتمالات للتحضير.
وأكدت المستشارة الطبية في وكالة الأمن الصحي، سوزان هوبكنز، أن المملكة المتحدة تستعد لأي حالات قد تظهر، مشيرةً إلى أن التطعيم يشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الدفاع. كما أوضحت أن الجهود تتضمن زيادة وعي الأطباء لتشخيص الحالات بسرعة، وتوفير اختبارات سريعة، وتطوير بروتوكولات للرعاية الطبية ومنع انتشار الفيروس.
وينتقل فيروس جدري القردة عبر الاتصال الجسدي الوثيق، ويسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا مع ظهور بثور مليئة بالصديد. وعلى الرغم من أن المرض عادة ما يكون خفيفًا، إلا أنه يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة للأطفال، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وأشارت السلطات إلى أن اللقاح الذي تصنعه شركة "بافاريان نوردك"، سيقدم وفقًا للحاجة الطبية، وسيستهدف فئات معينة مثل الرجال المثليين أو ثنائيي الميول الجنسية، وبعض العاملين في قطاع الرعاية الصحية والإنسانية، بالإضافة إلى المخالطين المباشرين للحالات المؤكدة.
ورغم أن سلالة "Ib" تثير قلقًا أكبر، إلا أن السلالة "IIb" هي التي كانت مسؤولة عن التفشي العالمي للفيروس في عام 2022. وقد تلقى نحو 50,000 شخص في المملكة المتحدة جرعتين من اللقاح، الذي تصل فعاليته إلى 80٪، في حين حصل أكثر من 83,000 شخص على جرعة واحدة.
وأكد مدير التطعيمات في هيئة الخدمات الصحية، ستيف راسل، أن خطر الإصابة بجدري القردة في المملكة المتحدة لا يزال منخفضًا، لكنه شدد على أهمية التطعيم كوسيلة حماية للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة.
ومن جانبه، صرح وزير الصحة ويس ستريتينغ بأن الحكومة تتابع عن كثب انتشار جدري القردة على المستوى العالمي، وتتخذ التدابير اللازمة لضمان وجود برنامج تطعيم قوي لحماية الأفراد الأكثر عرضة للخطر.