تحقيق يكشف أن التأخير في التعامل مع المرضى في "NHS" يتسبب بآلاف الوفيات
عرب لندن
توصل تحقيق إلى أن التأخيرات الطويلة في الحصول على خدمات المستشفيات، الأطباء العامين، وخدمات الصحة النفسية أدت إلى آلاف الوفيات غير الضرورية، وتسببت في "انهيار العلاقة الاجتماعية بين هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" والشعب"، بحسب ما نقلته "الغارديان".
وتم تكليف اللورد آرا دارزي بإجراء هذه الدراسة من قبل حزب العمال بعد وصوله إلى السلطة، وستُستخدم نتائج الدراسة من قبل رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي حذر في خطاب يوم الخميس من أن "NHS" يجب أن "تصلح أو تموت".
وفي تحليله التفصيلي لأزمات "NHS" في إنجلترا ومسارها نحو التعافي، يحذر دارزي رئيس الوزراء من أن حكومته ستحتاج إلى وقت أطول من الخمس سنوات التي وعد بها حزب العمال قبل الانتخابات لتقليل فترات الانتظار للعلاج. فقد قدّر دارزي بشكل خاص أن هذه المهمة ستستغرق ما بين "أربع إلى ثماني سنوات". وقال: "ليس لدي شك في أن التقدم سيكون ممكنًا، لكن من غير المرجح أن يتم القضاء على قوائم الانتظار أو استعادة معايير الأداء الأخرى خلال فترة برلمانية واحدة".
وألقي ستارمر خطابًا هامًا حول "NHS"، يستبعد فيه زيادة الضرائب كوسيلة لتوفير المليارات الإضافية التي يقول الخبراء إن النظام الصحي بحاجة إليها.
ويتألف تقرير دارزي، وهو جراح متخصص في علاج السرطان ووزير صحة سابق تحت إدارة غوردون براون، من 142 صفحة، وينتقد بشدة الإهمال الذي تعرضت له "NHS" على مدار سنوات من قبل الحكومات السابقة، مما جعلها "في حالة حرجة" وغير قادرة على توفير الرعاية الطبية المناسبة للمرضى في الوقت المناسب وسط زيادة كبيرة في الطلب نتيجة لتقدم السكان في العمر وازدياد عددهم ومرضهم.
وينتقد دارزي فترة حكم المحافظين البالغة 14 عامًا لـ "NHS"، حيث يشير إلى أن قسم الطوارئ والحوادث (A&E) في "حالة مروعة". ويستشهد بأدلة من هيئة تمثل أطباء الطوارئ تفيد بأن "فترات الانتظار الطويلة تتسبب على الأرجح في 14,000 حالة وفاة إضافية سنويًا – وهو أكثر من ضعف عدد الوفيات في القوات المسلحة البريطانية منذ تأسيس "NHS" في عام 1948".
كما يوضح دارزي كيف تعرضت "NHS" لثلاث صدمات خلال العقد الثاني من القرن الحالي: تمويل التقشف في ظل حكومة الائتلاف بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين؛ وإعادة تنظيم النظام الصحي التي أدارها أندرو لانزلي والتي وصفت بـ"الكارثية"؛ وظهور جائحة كوفيد-19، حيث كانت الصدمتان الأوليان "قرارات تم اتخاذها في وستمنستر".
وفي رده على التقرير، اتهم ستارمر الحكومات المتعاقبة منذ عام 2010 وحتى يوليو 2024 بتسببها في "أضرار لا تُغتفر" لـ "NHS"، بما في ذلك الوفيات التي يمكن تجنبها نتيجة التأخيرات الطويلة في خدمات الطوارئ. ومع ذلك، تمئن الناخبين بأن النظام الصحي سيتحسن نتيجة خطة مدتها عشر سنوات لاستعادة قوته، والتي من المتوقع أن يكشف عنها حزب العمال في وقت مبكر من العام المقبل.