عرب لندن 

توفي 12 مهاجرًا، بينهم 6 أطفال وامرأة حامل، يوم الثلاثاء بعد أن تمزق قاربهم في واحدة من أسوأ حوادث عبور القنال هذا العام.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت "Independent" أنقذت البحرية الفرنسية أكثر من 53 شخصًا من المياه قبالة نقطة جريس-نيز بين كاليه وبولوني سور مير، خلال عملية إنقاذ واسعة شملت سفينة إنقاذ قريبة، وقاربي صيد، وسفينة، وقوارب إنقاذ محلية.

وصفت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، الحادثة بأنها "مرعبة ومأساوية للغاية"، مشيدة بالجهود الفرنسية التي "أنقذت العديد من الأرواح، ولكن للأسف لم تتمكن من إنقاذ الجميع". وأكدت أن الحادث يبرز خطورة الوضع، ويستلزم استجابة عاجلة.

وقبل هذه الكارثة، لقي 30 شخصًا على الأقل حتفهم، أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور القنال إلى بريطانيا هذا العام، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، وهو عدد أكبر من 24 ضحية سجلت في العام الماضي. وفي الأيام السبعة الماضية فقط، وصل أكثر من 2100 شخص إلى بريطانيا عبر قوارب صغيرة، ليصل الإجمالي لهذا العام إلى 21,403 أشخاص.

وكان القارب، الذي يبلغ طوله 7 أمتار فقط، مكتظًا بحوالي 70 مهاجرًا عندما واجه مشاكل في المياه المفتوحة. قال أوليفييه بربارين، عمدة لو بورتيلي، إن "قاع القارب تمزق"، مشيرًا إلى أن الوضع يصبح خطيرًا للغاية إذا لم يكن الركاب يعرفون السباحة في المياه العميقة والهائجة.

وأعربت وزيرة الأمن الحدودي واللجوء، ديم آنجيلا إيجل، عن قلقها المتزايد بشأن زيادة عدد المهاجرين في القوارب وتدهور جودة هذه القوارب، مما يجعل عبور القنال أكثر خطورة. وأضافت أن "هذه الاتجاهات مقلقة" وأن الحادث يعكس زيادة المخاطر المرتبطة بعبور القنال.

وأشار المدعي العام لبولوني سور مير، غيريك لي براس، إلى أن نصف الضحايا كانوا أطفالًا، وأن معظم المهاجرين كانوا من إريتريا. وأضاف عمدة بولوني سور مير، فريدريك كوفييه، أن من بين الضحايا كانت هناك امرأة حامل.

وبدوره تعهد حزب العمال البريطاني بتكثيف الجهود لمكافحة تهريب البشر من خلال تعزيز التعاون مع الدول الأوروبية. وقد أسست وزيرة الداخلية كوبر قيادة جديدة لأمن الحدود في بداية عملها، بينما تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعاون أوثق لتفكيك شبكات تهريب المهاجرين.

في سياق متصل، ألغت حكومة العمال خطة "القوارب الصغيرة" التي وضعتها الحكومة السابقة، والتي كانت تهدف إلى ترحيل المهاجرين إلى رواندا. حيث اعتبر الوزراء هذه الخطة "حيلة" فشلت في تحقيق هدفها الأساسي وهو ردع رحلات الهجرة. من ناحية أخرى، دعا وزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي إلى إعادة العمل بخطة رواندا بعد الحادثة الأخيرة.

وبدوره صرح المدير التنفيذي لمجلس اللاجئين، إنفير سولومون بأن عدد الوفيات في القنال هذا العام "مروع"، مطالبًا باتخاذ "إجراءات شاملة" لتقليل المخاطر المرتبطة بالعبور. وأضاف أن "التنفيذ وحده ليس كافيًا"، داعيًا الوزراء إلى فتح المزيد من الطرق القانونية والآمنة لطالبي اللجوء.

أكدت منظمة الصليب الأحمر البريطاني أن "لا أحد يخاطر بحياته في عبور القنال في قارب صغير إلا إذا شعر بأنه ليس لديه خيار آخر". وأوضح ستيف سميث، الرئيس التنفيذي لجمعية Care4Calais، أن تكرار هذه المآسي هذا العام يشير إلى "اتجاه مقلق" يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.

وفي نهاية التصريحات، دعا وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، إلى تعزيز التعاون بين فرنسا وبريطانيا وتوحيد قوانين الهجرة بين البلدين، مؤكدًا أهمية هذا التعاون لمواجهة الأزمة الحالية.

 

السابق الأردن وقطر ترحبان بتعليق بريطانيا تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
التالي وزارة العدل البريطانية تقر: "الإفراج المبكر سيشمل مجرمين خطيرين لحل أزمة اكتظاظ السجون"