علاج للسرطان يثبت فاعلية في التصدي للنوبات القلبية
عرب لندن
توصلت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج إلى أن دواء مخصصا لعلاج السرطان، يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وبحسب ما تناولته النتائج التي طُرحت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في لندن، فإن العلاج الذي خضع للتجارب عادة ما يعطى كعلاج للمصابين بسرطان الكلى.
وقال العلماء إن النتائج كانت "مذهلة" لدرجة أنه يمكن إعادة استخدام الدواء ليصبح جزءًا روتينيًا من الرعاية لمنع تكرار النوبات القلبية وذلك في غضون خمس إلى عشر سنوات.
ووجد الباحثون أن إعطاء جرعات منخفضة من دواء "الديسلوكين" عن طريق الحقن تحت الجلد، يقلل بشكل كبير من التهاب الشرايين، الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات.
ويكون المرضى معرضين للخطر بشكل خاص عندما يكونون قد تعرضوا بالفعل لنوبة قلبية، لأن الاستجابة المناعية للجسم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الالتهاب الموجود، مما يسبب المزيد من الضرر وزيادة المخاطر بشكل أكبر.
وشملت الدراسة 60 مريضا تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية أو ذبحة صدرية، وقد تم حقنهم إما بالديسلوكين أو بعقار وهمي "مادة تبدو كدواء لكنها لا تحتوي على مواد فعالة لها تأثير على صحة متعاطيها"، وذلك على مدار ثمانية أسابيع.
وفي نهاية العلاج، أظهرت فحوصات التصوير المقطعي البوزيتروني (PET) أن الالتهاب في الشريان المتسبب في النوبات القلبية أو الذبحة الصدرية لدى المرضى كان أقل بشكل ملحوظ في المجموعة التي عولجت بالديسلوكين، مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.
وبدا التأثير المضاد للالتهابات في الدواء أكثر وضوحا في الشرايين التي كانت أكثر التهابا. وقد أُجريت التجربة في مستشفيات أدينبروكز ورويال بابوورث في كامبريدج.
,قام بتطوير التجربة البروفيسور زياد ملاط، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في مؤسسة القلب البريطانية (BHF) بجامعة كامبريدج.
وقال إن مستوى الانخفاض الذي تم العثور عليه يعادل تأثير جرعات عالية من الأدوية الخافِضة للكوليسترول (الستاتينات).
وقال ملاط: "نحن نربط الالتهاب بالشفاء – وهي استجابة فطرية تحمينا من العدوى والإصابة. ولكن من الواضح الآن أن الالتهاب هو السبب في العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية."
وأضاف: "تشير العلامات المبكرة من تجربتنا المستمرة إلى أن الأشخاص الذين عولجوا بالديسلوكين قد تكون لديهم نتائج أفضل على المدى الطويل، بما في ذلك عدد أقل من النوبات القلبية."
وأشار إلى أن تكرر هذه النتائج ضمن تجربة أكبر نطاقا، قد تجعل عقار الديسلوكين جزءًا من الرعاية الروتينية بعد الإصابة بنوبة قلبية في غضون خمس إلى عشر سنوات."
ومن الجدير بالذكر أن حوالي 100 ألف شخص يدخلون المستشفيات سنويا في إنجلترا، بسبب تعرضهم لأزمة قلبية.
ويواجه هؤلاء المرضى خطر الإصابة بنوبة ثانية أو سكتة دماغية بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة خلال السنوات الثلاث المقبلة.