عرب لندن
سيتاح للأشخاص المصابين بمرض الثلاسيميا الدموي في إنجلترا تلقي العلاج عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، في خطوة تُعد تحولاً تاريخيًا في مجال الرعاية الصحية.
تمت الموافقة على استخدام العلاج الجيني المخصص "Casgevy" عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا للمرضى الذين يعانون من نوع حاد من الثلاسيميا. جاء هذا القرار بعد موافقة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (Nice) يوم الأربعاء، مما يعني أن حوالي 460 مريضًا حاليًا يعانون من بيتا ثلاسيميا المعتمدة على نقل الدم قد يكونون مؤهلين للحصول على هذا العلاج.
وهو مجموعة من اضطرابات الدم الوراثية التي ينتج فيها الجسم نسبة قليلة جدًا من الهيموجلوبين. ويؤثر على حوالي 2300 شخص في المملكة المتحدة.
فيما يعمل العلاج عن طريق تعديل جين في الخلايا الجذعية لنخاع العظم لدى المتلقي بحيث ينتج الجسم الهيموجلوبين الوظيفي. ويأمل أن يكون العلاج علاجًا جذرياً. إذ لم يحتاج 93% من المرضى إلى نقل الدم لمدة عام على الأقل بعد تلقي العلاج في التجارب السريرية الدولية، وفقاً للغارديان "The Guardian".
وفي هذا السياق قالت أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن وجود علاج محتمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية للأشخاص الذين يعانون من ثلاسيميا تعد اللحظة تاريخية.
وعلقت على ذلك: "عادةً ما يعاني المرضى من آثار جانبية مؤلمة ويخضعون لنقل الدم بانتظام، مما يؤثر بشدة على جودة حياتهم، لكن هذا العلاج يوفر للناس حياة خالية من ذلك، فضلاً عن الأمل في العيش لفترة أطول، وهو خبر مذهل حقًا".
وأضافت: "هذا هو أحدث علاج ثوري في سلسلة من العلاجات الجينية الثورية التي حصلت عليها هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا على مدى السنوات الخمس الماضية، مما جلب فوائد كبيرة للمرضى - وبفضل التمويل من خلال صندوق الأدوية المبتكرة لدينا، سيتم تسريع هذا العلاج لمرة واحدة للمرضى الذين يمكن من العلاج".
ومن جهته، قال البروفيسور بولا أوولابي، مدير برنامج تحسين المساواة في الرعاية الصحية الوطنية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: "هذه خطوة مهمة للغاية في علاج الثلاسيميا، وقد تُحدث تغييرًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يعانون منه".
مؤكداً: "نحن ملتزمون بالحد من التفاوتات في الرعاية الصحية من خلال طرح علاجات جديدة ورائدة على هيئة الخدمات الصحية الوطنية لحالات مثل الثلاسيميا، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص من بعض الخلفيات العرقية الأقلية."
بدورها ترى رومين ماهاراج، المديرة التنفيذية لجمعية الثلاسيميا في المملكة المتحدة بأن العلاج المبتكر يعد بمثابة "منارة أمل" تؤكد على قوة الابتكار في الطب، وتمهد الطريق لخيارات علاجية يمكنها تحسين نوعية حياة المتأثرين بالمرض.