عرب لندن
 

أظهرت أحدث التحليلات أن الرعاية الصحية للسرطان في المملكة المتحدة متأخرة بواقع 20 عامًا عن باقي الدول الأوروبية، حيث إن معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطانات البروستاتا والأمعاء والثدي وعنق الرحم وصلت فقط إلى مستويات حققتها دول أوروبية أخرى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وبحسب منظمة ماكميلان لدعم مرضى السرطان، التي أجرت التحليل، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة "عالقة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين"، متخلفة بعقود عن دول مثل الدنمارك والنرويج. 

ووجد التحليل أن معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الأمعاء في إنجلترا للنساء متأخرة 20 عامًا عن السويد، حيث كانت النساء اللاتي شُخِّصْن بين 1997 و2001 تحققن معدلات بقاء أفضل لمدة خمس سنوات من النساء في إنجلترا اللاتي شُخِّصْن بعد عقدين من الزمن.

وقالت جيما بيترز، الرئيس التنفيذي لمنظمة ماكميلان لدعم مرضى السرطان: "وراء البيانات الصادمة اليوم آلاف الأشخاص الحقيقيين الذين انقلبت عوالمهم رأسًا على عقب بسبب السرطان “.

وأضافت” حقيقة أن بعض معدلات البقاء على قيد الحياة للسرطان عالقة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا تزال فقط تصل إلى مستويات حققتها دول أوروبية أخرى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تضرب بوضوح كم نحن متخلفون في المملكة المتحدة عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية للسرطان".

وحثت بيترز الحكومة المقبلة في المملكة المتحدة على إعطاء الأولوية لاستراتيجية طويلة الأجل للسرطان، مضيفة: "من الواضح أن الرعاية الصحية للسرطان على حافة الانهيار، ولكن هذا خيار سياسي".

وأصبح تحسين الرعاية الصحية للسرطان قضية سياسية رئيسية قبيل الانتخابات العامة. حيث عرض كل من حزب المحافظين وحزب العمال خططهما لمعالجة التراكم المتزايد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث تكافح الهيئة لتلبية أهداف علاج المرضى.

وبدوره أكد حزب العمال التزامه بمضاعفة عدد الماسحات الضوئية في المستشفيات، وزيادة عدد العاملين في الأمسيات وعطلات نهاية الأسبوع، وزيادة استخدام القطاع الخاص كجزء من الجهود لتخفيف تراكمات الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وقال وزير الصحة في حكومة الظل والناجي من السرطان، ويس ستريتينج، في حديث له في برنامج The Daily T” إنه كان يفكر في استخدام الرعاية الصحية الخاصة بعد اكتشاف كتلة جديدة إذا كانت فترة الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية طويلة جدًا “.

 وأكد ستريتينج، أن حكومة حزب العمال ستشتري آلاف الأسرة من دور الرعاية، لـ"إزالة الانسداد" من نظام الرعاية الصحية الفاشل، بينما توسع استخدام المستشفيات الخاصة للعمليات الممولة من الدولة.

وأظهرت البيانات أن 57.6% من النساء اللاتي شُخِّصْن بسرطان الأمعاء في إنجلترا يعشن لمدة خمس سنوات على الأقل، مقارنة بـ72.7% في الدنمارك، 71.7% في النرويج و70.6% في السويد.

 وبالمثل، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الأمعاء للرجال في إنجلترا متأخرة 15 عامًا عن السويد، بينما معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان البروستاتا متأخرة بعقد من الزمن.

تصل معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان البروستاتا في إنجلترا حاليًا إلى 88.5%، وهي أقل بكثير من 95% في السويد، 94.8% في النرويج و90.2% في الدنمارك.

ويذكر أن الحالة تفاقمت منذ جائحة كورونا، عندما توقفت العديد من العمليات الجراحية، مما أدى إلى تراكم العمليات. أظهرت البيانات الدولية أن العمليات الجراحية للسرطان انخفضت في بريطانيا أكثر من أي مكان آخر تقريبًا في أوروبا الغربية خلال عام 2020، ووصف أطباء الأورام الوضع بأنه "كارثي".

ومن جانبه أكد متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن الهيئة ترى وتعالج أعدادًا قياسية من الأشخاص المصابين بالسرطان، مع تشخيص المزيد من الأشخاص في مرحلة مبكرة أكثر من أي وقت مضى، وأن معدلات البقاء على قيد الحياة في إنجلترا في أعلى مستوياتها إطلاقا.

 وأشار إلى أن الهيئة توسع برامج الفحص المبتكرة مثل الفحوصات الرئوية في مواقف السيارات بالسوبرماركت، واختبارات سرطان الأمعاء في المنزل واستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف سرطان الجلد.

 

 

السابق زيادة حادة في استخدام السجائر الإلكترونية بنسبة نيكوتين مرتفعة في بريطانيا!
التالي تقرير صادم: زيادة مقلقة في معدل السمنة لدى الأطفال والفقر هو السبب