عرب لندن

يسعى ملك غانا إلى الاحتفاظ بشكل دائم بالكنوز الذهبية التي أعارها له المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت في صفقة تاريخية، حيث يأمل أن تغير الحكومة المستقبلية القوانين التي تحظر حالياً على المتاحف إعادة القطع الأثرية إلى الخارج بشكل دائم.

تفاوض حاكم شعب أشانتي في غانا، أوتومفو أوسي توتو الثاني على صفقة تاريخية لإعادة القطع الأثرية الخاصة بالأسلاف مؤقتًا إلى الوطن من قبل المتحفين. وتم تسليمهم الأسبوع الماضي كجزء من إعارة مدتها ثلاث سنوات، بحسب صحيفة تلغراف "Telegraph".

انضم رؤساء المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت إلى الملك في كوماسي عاصمة أشانتي في الأول من مايو للاحتفال بتسليم الكنوز، التي تشمل عناصر من الشعارات الملكية التي استولت عليها القوات البريطانية في القرن التاسع عشر.

وبهذا السياق قال مدير متحف فيكتوريا وألبرت، تريسترام هانت، إنه يؤيد تغيير القوانين، كما يعتقد رجال حاشية أسانتي أن فترة القرض المتفق عليها حاليا والتي تبلغ ثلاث سنوات قد تكون طويلة بما يكفي للسماح بتفعيل التغييرات.

وقال أمير وعضو محكمة أشانتي الداخلية، أوهينيبا أووسو أفريي الرابع في حديث له مع صحيفة التلغراف في كوماسي، أنه يأمل أن تتغير الأمور والقوانين خلال الثلاث سنوات لإبقاء القطع الأثرية".

بينما رفضت الحكومة تعديل القيود القانونية المفروضة على إعادة القطع الأثرية المتحفية، حيث يمنع قانون المتحف البريطاني لعام 1963 المؤسسة من تسليم أي عناصر من مجموعتها، ويضع قانون التراث الوطني لعام 1983 نفس القيود على متحف فيكتوريا وألبرت.

وبموجب القوانين الحالية، فإن القطع الـ 32 المعارة حديثًا، والتي تشمل سيفًا ذهبيًا يستخدم في أداء القسم لزعماء القبائل والمعلقات الذهبية التي يرتديها الحاضرون الذين يقومون بطقوس تطهير روح ملك أشانتي، تظل ملكية رسمية للمتحفين البريطانيين ويجب إعادتها إلى المملكة المتحدة.

فيما يهدف متحف ملك أشانتي داخل مجمع قصر مانهيا في كوماسي، إلى عودة الكنوز ذات الأهمية الروحية بشكل دائم، حيث ينبغي أن تكون.

وبينت مصادر مطلعة أن صفقة القرض كانت مجرد بداية لخطط إعادة القطع الأثرية الذهبية شبه المقدسة إلى الملك، وقد يدفع الحاكم لإعادة المزيد من مواد الأشانتي الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت والمتحف البريطاني. 

ومن جهته بين النائب العمالي السابق، هانت، أن العودة الدائمة ممكنة. وأوضح: "في البداية كان القرض مدته ثلاث سنوات، ومن المحتمل أن يكون قابلاً للتجديد في المستقبل، ويمكن بعد ذلك أن نرى وضعًا يتم بموجبه إصلاح قانون 1963 أو قانون 1983 في المستقبل".

وأضاف هانت: “ يجب أن يتم إصلاح هذه القوانين ويجب أن يتحمل الأمناء المسؤولية عما يوجد في مجموعتهم، ولكن هذا ليس هو موقف الحكومة في الوقت الحالي، وعلينا أن نحترم ذلك”.

جدير بالذكر أن الأشانتي هُزم على يد البريطانيين في الحرب الأنجلو أسانتي الثالثة، في العام 1874، بعد أن اكتسبوا سمعة كمحاربين من خلال هزيمة القوات الاستعمارية في الصراعات السابقة، واعتبرت الشعارات الذهبية ذات الأهمية الاحتفالية للملك كتعويض حرب، وبيعت بالمزاد العلني للمؤسسات الكبرى بما في ذلك المتحف البريطاني لجمع الأموال للمتضررين والجنود المصابين في الحرب.

وفي مايو 2023، بدأ ملك أشانتي الحالي التفاوض مع المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت لاستعادة الشعارات الذهبية قبل الذكرى الـ 150 لتاريخ انتزاعها من أسلافه عندما استولت القوات البريطانية على كوماسي.

ولم يعلق ممثلو المتحف البريطاني في كوماسي على التغييرات القانونية، لكنهم قالوا إنه ستكون هناك "مشاريع مستقبلية" مع أشانتي.

بدورها كانت حكومة المحافظين قد صرحت عدة مرات بأنها لا تنوي إصلاح القانونين التي تجبر المتاحف الوطنية على الحفاظ على مجموعاتها، التي تحتفظ بها نيابة عن الجمهور البريطاني.

الأمر الذي أدى إلى طريق مسدود وسلسلة من الصراعات حول إعادة التراث الوطني، مثل ما حدث في برونز بنين، والألواح الإثيوبية المقدسة، ورخام إلجين.

أما حزب العمل برغم أنه كان منفتحاً على إعادة رخام إلجين، إلا أنه لم يحدد لم يحدد موقفًا سياسيًا فيما يتعلق بقوانين المتحف البريطاني والتراث الوطني.

 

السابق موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن/ الاثنين: 6 مايو / ​​أيار 2024
التالي بريطانيا: مقترحات حكومية جديدة ببناء مراحيض منفصلة للجنسين في المباني غير السكنية