حازم المنجد-عرب لندن

نفذ ناشطون من شتى المنظمات الحقوقية والاتحادات العمالية والأحزاب السياسية البريطانية، مساء الاثنين، اعتصاما احتجاجيا أمام مقر رئيس الوزراء ريتشي سوناك 10 داونينغ ستريت وسط لندن، للمطالبة بوقف عمليات القتل والاستهداف المتعمد التي تطال الصحفيين الفلسطينيين في غزة وداخل الأراضي المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 شارك في الاعتصام شخصيات بريطانية بارزة، في مقدمتهم زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، والطبيب غسان أبو ستة، والمدير التنفيذي لحملة التضامن مع فلسطين بن جمال، والصحفي البريطاني المشهور في مناصرته لفلسطين أوين جونز، ومؤسس شبكة "لسنا مجرد أرقام" الصحفي أحمد ناعوق، ومنتج الأفلام الجنوب إفريقي من أصول يهودية آندرو فينساتين وغيرهم، حيث ألقى جميعهم خطابات تضامنية تشيد ببطولة الطواقم الصحفية المتواجدة في غزة، وتثني على الجهود والتضحيات الاستثنائية التي يبذلونها عند نقل صور المعاناة الإنسانية ومشاهد الدمار والقصف المتواصل منذ بدء العدوان، في سبيل تعريف العالم على حقيقة ما يجري على الأرض من جرائم إبادة وعقاب جماعي تمارس بحق سكان القطاع بمنتهى الوحشية والإجرام، وذلك على الرغم من الصعوبات والمخاطر التي تحيط بمجال عملهم، وتهدد حياتهم في كل وقت وحين، سقط على إثرها المئات منهم بين شهيد وجريح.

وفي ذات الصدد دعا المعتصمون المجتمع الدولي إلى التخلي عن سياسة التزام الصمت وغض الطرف حيال انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية، وإلى تحمل مسؤولياته في ممارسة ضغوطات جادة على حكومة نتنياهو المتطرفة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم يثنيه عن المضي في تنفيذ مخطط اجتياح رفح، ويحول دون تفاقم كارثة الفلسطينيين ومأساتهم الإنسانية، مطالبين بتوفير الحماية للصحفيين والأطباء والحفاظ على أرواح المدنيين لاسيما الأطفال والنساء، وفرض عقوبات على دولة الاحتلال وتفعيل حملات المقاطعة ضدها على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والأكاديمية-العلمية، ومحاسبة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية، مؤكدين على أهمية خطوة محكمة الجنايات الدولية فيما يتعلق باستصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو بوصفه مجرم حرب، وطالبوا باتخاذ المزيد من الإجراءات القانونية في هذا الصدد.

من جهته، قال الطبيب غسان أبو ستة الذي عمل في مشافي غزة مع بداية الحرب "إن مختلف شرائح ونقابات المجتمع البريطاني تقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، وترفض ما يحصل من أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي".

 وتابع أبو ستة في حديثه لـ"عرب لندن": صحفيو غزة يدفعون ثمناً باهظاً لنقل صور وقصص صمود الأهالي وطبيعة جرائم ومجازر إسرائيل، وما يقدمونه من تضحيات لم، ولن تذهب سدى، وما نشهده من حراك طلابي غير مسبوق في الجامعات الغربية لجيلٍ كاملٍ فقد الثقة بوسائل الإعلام التقليدية، يعبر عن تغيير جذري في مواقف الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية.

وفي نهاية الاعتصام، وتخليدا لذكرى تضحياتهم وبطولاتهم، تلا الصحفيان اللذان ينحدران من مدينة غزة "أحمد الناعوق و إبراهيم خضرة"، أسماء زملائهم الذين ارتقوا خلال تأدية واجبهم المهني والأخلاقي في تغطية يوميات الحرب الدموية.

تجدر الإشارة إلى أن دولة الاحتلال تشن حرباً وحشية بشكل انتقامي دون هوادة على قطاع غزة، تقترب من دخول شهرها السابع على التوالي، مخلفةً دماراً هائلاً في المنشآت والبنى التحتية، حاصدةً أرواح عشرات الآلاف من المدنيين، تجاوزت أعدادهم 40 ألف شهيد، ثلثهم من الأطفال والنساء تقريبا.
 

السابق الترحيل إلى رواندا ينطلق.. وبريطانيا تأمل نقل 5700 مهاجر بحلول نهاية السنة
التالي موجز أخبار بريطانيا من موقع ومنصة عرب لندن الثلاثاء: 30 أبريل / نيسان 2024