حازم المنجد-عرب لندن

في خطوة تضامنية مع أهالي غزة، تجمع عدد من المعلمين في المدارس والكليات البريطانية، مساء الجمعة، أمام مبنى وزارة الداخلية وسط لندن للتعبير عن رفضهم استمرار المجازر الدموية التي تقترفها آلة القتل الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، لاسيما الأطفال وطلاب المدارس، في ظل مواقف حكومة سوناك المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي ونفاق شعارات حقوق الإنسان وازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

وبعد عرضهم صورا لأطفال استشهدوا في غزة جراء القصف الوحشي الإسرائيلي وترديدهم شعارات تنادي بوقف إطلاق النار والإبادة الجماعية، توجهت المسيرة نحو ساحة ويستمنستر، وصلا إلى مكتب رئيس الوزراء ريتشي سوناك حيث ألقى عدد من المعلمين خطابات تطالب بحماية الأطفال ووقف قصف واستهداف المدارس وتأكد على التضامن مع الطلاب وذويهم وحقهم في العودة إلى مقاعدهم الدراسية واستكمال تحصيلهم العلمي.

 وعلى هامش مشاركته قال المدرس فيليب: "نحن هنا اليوم للاحتجاج ضد استمرار الإبادة الجماعية في غزة، لقد قتل حتى الآن أكثر من 11 ألف طفل، عشرات الآلاف من الطلاب باتوا محرومين من الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم التي تدمرت وأدت إلى محو الوجه الثقافي لمدينة غزة، إنه لأمر مؤسف ومروع حقاً".

وأضاف المدرس "معظم وسائل الإعلام البريطانية تحاول تجميل صورة إسرائيل، وتتجنب استخدام مصطلحات تدين الجرائم والفظائع المرتكبة من قبل قواتها، وتتلاعب بالمصطلحات عند نقلها أخبار الحرب مثل القول بأن "الناس تموت في غزة بدلا من تقتل" وتشير إلى الأطفال الذين يقتلون بأنهم تحت السن القانوني، علماً بأن إعمار كثير منهم ربما لا يتجاوز الأشهر، ونحن نريد من سكان غزة أن يعلموا بأننا نعي الحقيقة جيداً، ونعلم أسماء أولئك الأطفال ونحن هنا نحيي ذكراهم".

وتابع فيليب خلال حديثه لـ "عرب لندن"، سنواصل التحرك والضغط على الحكومة والمعارضة على حد سواء، كل فعل نقوم به، وكل صوت نصرخ به، وكل علم فلسطيني نرفعه يرسل رسالة واضحة لحكومتنا ولدول العالم، مفادها بأننا ماضون في التظاهر من أجل الناس في غزة حتى إيقاف الحرب وتحقيق العدالة".

بدوره كشف المدرس والناشط السياسي ستيف هادلي حجم المضايقات والتشديد الذي يتعرض له المدرسون والطلاب داخل المدارس والجامعات البريطانية في حال إبداء أي مظهر من مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني، وصل لحد إقالته شخصيا من كلية "نيو سيتي" شرق لندن، وذلك على خلفية وضعه شعار صغيرا لعلم فلسطين على سترة كان يرتديها أثناء تواجده في حرم الكلية.

وكشف سيف في حديثه لـ "عرب لندن" عن ازدواجية المعايير ونقاق مواقف حكومة بلاده التي تتعاطف مع الأوكرانيين، وتسمح للمدارس والطلاب بتنفيذ دقيقة صمت على ضحايا الحرب هناك في كل مناسبة، وبرفع الأعلام الأوكرانية بكثافة على جدران الصفوف الدراسية، وعلى المباني الحكومية بما فيها مبنى وزارة الداخلية الذي نقف أمامه اليوم، بينما تضيق الخناق على المتعاطفين مع القضية الفلسطينية والرافضين لجرائم القوات الإسرائيلية". 

 

وفي نهاية الوقفة، تلي المدرسون قبالة مكتب سوناك وعلى مسامعه، أسماء عدد من الطلاب الفلسطينيين الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي، وعلقوا ملابس أطفال ملطخة بالدماء، كإشارة على تورط حكومته في جرائم الحرب.

 

 

السابق نواب بريطانيون يحذرون: "مشروع رواندا يتعارض مع التزام بريطانيا في مجال حقوق الإنسان"
التالي الصحفية البريطانية التي أشعلت استوديوهات سكاي نيوز بتصريحاتها عن فلسطين تتحدث لعرب لندن