لندن - عرب لندن

تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الجمعة بعدما دفع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باتّجاه تنفيذ بريكست بأي ثمن عبر إجراء انتخابات مبكرة.

وأرجأ سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين الجمعة في بروكسل الى مطلع الأسبوع قرارا حول مدة التأجيل الجديدة لبريكست.

ونحو الساعة 15,30 توفيت غرينتش من يوم الجمعة تراجع الجنيه الاسترليني إلى 1,2841 دولار بعدما ارتفع هذا الأسبوع إلى 1,30 دولار للمرة الأولى منذ خمسة أشهر على خلفية التفاؤل بامكانية تفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

وفي البورصات الأوروبية كان التراجع مخيّما غالبية الأوقات بعد أداء متقلّب في البورصات الأسيوية.

وقال محلل مركز "سي ام سي ماركتس" ديفيد مادن "شهدت البورصات الأوروبية يوما متقلبا" جراء التداعيات المستمرة لملف بريكست.

وأقفل مؤشر سهم "بلوتشيب اف تي اي اس 100" على تراجع بلغ 0,1 بالمئة.

وتوقع مادن "تفاقم الشلل السياسي الأسبوع المقبل" بانتظار حسم مدة إرجاء بريكست والانتخابات المبكرة.

ويدفع جونسون للدعوة لانتخابات مبكرة يأمل أنّ تمنحه أغلبية لتمرير اتفاق الطلاق الذي توصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي الاسبوع الفائت.

لكنّ المعارضة البريطانية توّد أن تعرف إذا كانت بروكسل ستوافق على تأجيل مغادرة بريطانيا التكتل قبل موافقتهم على انتخابات مبكرة، ولا يزال 31 تشرين الأول/أكتوبر هو الموعد الرسمي لبريكست.

ووصف كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي حول بريكست ميشال بارنييه المحادثات التي جرت الجمعة بانها "ممتازة". وقالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية "العمل سيستمر في الأيام المقبلة".

وبحسب مصادر أوروبية عديدة، سيعقد اجتماع جديد للسفراء الاثنين او الثلاثاء لوضع اللمسات الأخيرة على قرار حول مهلة الارجاء الإضافية.

وأكّد دبلوماسيون أوروبيون كبار حضروا الاجتماع أنّ أعضاء الاتحاد الّ27 اتفقوا من حيث المبدأ أنّ جانبا من التأجيل سيكون مناسبا.

كما اتفقوا أن عواصمهم بوسعها تقرير مدة التأجيل في خطابات مكتوبة، عوضا عن عقد قمة طارئة لقادة الاتحاد في بروكسل الاسبوع المقبل.

 

31 كانون الثاني/يناير

وداخل الاتحاد الاوروبي تدعو بعض الدول مثل ألمانيا وايرلندا الى ارجاء لثلاثة أشهر حتى 31 كانون الثاني/يناير 2020 وهي مهلة اضطر رئيس الوزراء البريطاني لطلبها. لكن آخرين مثل فرنسا يطالبون بوضوح أكثر حول نوايا البريطانيين قبل اصدار قرار.

وقال دبلوماسي بارز "استنادا إلى كيف ستتطور الأمور في بريطانيا، منحنا أنفسنا وقتا حتى بداية الاسبوع المقبل".

وتابع "من الواضح إنه إذا تم اتخاذ قرار في بريطانيا حول إجراء انتخابات من عدمه ... موعد الانتخابات سيؤثر على المشاورات".

لكنّ قرار بروكسل لم يصدر رسميا بعد وبات على النواب البريطانيين التصويت الاثنين حول اجراء انتخابات مبكرة هذا العام اقترحها جونسون.

وراهنا، علّق جونسون مساعيه للتصديق على اتفاق الطلاق، بعد أن رفض النواب اقتراحه لتسريع عملية اتخاذ القرار بشأنه في غضون ثلاثة أيام، ما ترك بريكست برمته في مأزق.

وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن "اسحب بريكست +من دون اتفاق+ من الطاولة وحزب العمال سيدعم بكل تأكيد إجراء انتخابات"، مشيرا إلى أنّه يجب ضمان تأجيل طويل قبل التوجه لصاديق الاقتراع.

 

"تأجيل بعد تاجيل"

لكنّ اعضاء حكومة جونسون المحافظين يدعمون مطالبه لإجراء انتخابات مبكرة.

وأفاد وزير المالية البريطاني ساجد جاويد سكاي نيوز "بسبب أفعال البرلمان سيحدث هذا التأجيل، لكننا سنرى ما الذي سيفعله الاتحاد الأوروبي ردا على طلب البرلمان" بشأن التأجيل.

وتابع "لا يمكننا أنا نواصل تأجيلاً بعد تأجيل بعد تأجيل".

وفي اجتماع سفراء الاتحاد الاربعاء الفائت، دعمت أيرلندا والمانيا تأجيل بريكست حتى 31 كانون الثاني/يناير، فيما تريد فرنسا تأجيلا أقصر ولم يعلن الآخرون موقفا.

وقالت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ايميلي دي مونتشالين الخميس "نحتاج إلى حقائق من أجل اتخاذ القرارات"، تعليقا على رغبة جونسون في إجراء انتخابات.

والخميس، دعا جونسون في مقابلة تلفزيونية الخميس الى تنظيم انتخابات عامة في 12 كانون الاول/ديسمبر، على أمل نّ تمنحه أغلبية لتمرير اتفاق الطلاق الذي توصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي الاسبوع الفائت.

لكنّه يحتاج إلى موافقة ثلثي البرلمان من أجل الموافقة على إجراء انتخابات، فيما لا تزال المعارضة البريطانية منقسمة ويريد بعضها تنظيم استفتاء ثان على بريكست برمته.

كان من المقرر أصلاً أن تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس، لكن هذا التاريخ تم تأجيله مرتين إلى 12 نيسان/أبريل ثم إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وإلى ذلك، قررت حكومة جونسون إلغاء خططها تقديم موازنتها الجديدة الشهر المقبل، حيث قال جاويد إنها أعدت مع الوضع في الاعتبار مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/اكتوبر.

السابق بريطانيا : خطأ إحصائي في الميزانية
التالي تعويضات الفضيحة المالية تكبد "رويال بنك أوف سكوتلاند" الخسارة