عرب لندن - لندن
عكس تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية حالة من القلق والشعور بالاغتراب يعيشها الكثير من المسلمين في فرنسا، والذين يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي. ظهور مثل هذه المشاعر ليس فقط تعبيرًا عن الصعوبات الشخصية التي يواجهها بعض الأفراد، ولكنه يشير أيضًا إلى مشاكل أعمق في النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد. الشعور بالتمييز وفقدان الثقة في السلطات العامة وبعض وسائل الإعلام يدفع العديد من المسلمين المستقرين جيدًا في فرنسا إلى التفكير في الهجرة بحثًا عن بيئة أكثر تقبلاً واحترامًا لتنوعهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "القدس العربي" أن العديد من المسلمين الذين "يشعرون بالاستقرار" في فرنسا والذين يعملون مهندسين وموظفين حكوميين وأساتذة جامعيين و فنانين.. إلخ، يُفكّرون بشكل متزايد بالهجرة خارج فرنسا، وذلك بسبب انزعاجهم من حالة انعدام الثقة. ويقول أحدهم: "مهما فعلت، فأنا عربي ومسلم".
ويشعر العديد من المسلمين الذين تحدثت معهم الصحيفة بأن الرأي العام ووسائل الإعلام أصبحوا أكثر صرامة تجاههم، وخاصة بعد هجوم حماس على إسرائيل، الأمر الذي يعتبر نقطة تحول جادة.
وأدان المسلمون المشاركون في هذا الاستبيان الخطابات السياسية الموجهة ضدهم، إضافة لتهاون السلطات العامة معهم كما ذكروا.
وفي الصحيفة ذُكر أيضا أن المسلمين يشعرون بنوع من "الحسرة" تجاه بلدهم فرنسا، باعتبار أنها قدمت الكثير لهم ودربتهم ليصبحوا في نهاية المطاف "أكباش فداء يشار إليهم باستمرار".
كما أوضحت أن العديد من الفرنسيين المسلمين منزعجون من الخطابات المعادية للمسلمين عبر وسائل الإعلام، خاصة تلك التي تعمل على مدار الساعة.
وشكلت عدة قضايا تحديات للمسلمات بشكل خاص، منها الجدل حول السماح بارتداء الحجاب أو البوركيني أو العباءة، إلى جانب قضايا أخرى حول فترات الراحة أثناء المباريات خلال شهر رمضان لكسر الصيام.
وكانت كل هذه الظروف سببا كفيلا للكثير من الفرنسيين المسلمين للهجرة خارج البلاد والانتقال لبلد يتيح لهم نفس الفرص المتاحة لأي مواطن كالمغرب والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا.