عرب لندن 

تواجه بريطانيا انخفاضًا في معدلات القراءة للمتعة بين الأطفال والشباب، في وقت يزداد فيه الإقبال على الكتب الصوتية والبودكاست. 

وفي ضوء ذلك، دعت منظمات تعليمية الحكومة إلى دمج الكتب الصوتية في المناهج الدراسية الجديدة في إنجلترا، بهدف تشجيع الأطفال على التفاعل مع الأدب وتنمية مهاراتهم اللغوية.


الأطفال يفضلون الاستماع على القراءة!

حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أظهر استطلاع أجرته مؤسسة الصندوق الوطني لمحو الأمية (NLT) أن استمتاع الأطفال بالاستماع إلى الكتب الصوتية والبودكاست تجاوز لأول مرة متعتهم بالقراءة التقليدية، وهو تحول ملحوظ منذ بدء قياس هذا الاتجاه في عام 2020.

وشمل الاستطلاع 37 ألف طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا في المملكة المتحدة، حيث قال 42.3% منهم إنهم يستمتعون بالاستماع إلى الكتب الصوتية أو البودكاست في أوقات فراغهم عام 2024، مقارنة بـ 39.4% في عام 2023.

وفي المقابل، حذّرت المؤسسة من أن نسبة الأطفال الذين يستمتعون بالقراءة انخفضت إلى 34.6% فقط، وهو ما وصفته بـ "مستوى الأزمة". كما كشف الاستطلاع عن وجود فجوة واضحة بين الجنسين، إذ قال 28.2% من الفتيان إنهم يستمتعون بالقراءة، مقارنة بـ 40.5% من الفتيات.

أما فيما يتعلق بالكتب الصوتية، فقد أظهرت البيانات أنها تحظى بشعبية أكبر بين الفتيان، حيث يستمع إليها 43.4% منهم مقارنة بـ 40.4% من الفتيات.

وأكدت مؤسسة NLT أهمية توسيع نطاق الوصول إلى الكتب الصوتية ضمن استراتيجيات تطوير القراءة في المدارس، مشيرة إلى أن الاستماع إلى الكتب يمكن أن يكون "مدخلًا إلى حب القراءة"، لا سيما للأطفال الذين يواجهون صعوبة مع الكتب المطبوعة.

وأكد جوناثان دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة NLT، أن الإقبال المتزايد على الكتب الصوتية بين الأطفال يحمل فوائد عديدة، قائلاً: "شهدنا في السنوات الأخيرة تزايدًا مطّردًا في استمتاع الأطفال بالاستماع إلى الكتب الصوتية، واكتشفنا دورها في إثارة حب القراءة، وتنمية مهارات الفهم، وتعزيز التعلم، وحتى تحسين الصحة النفسية للأطفال."

وأضاف دوغلاس أن تشجيع الأطفال على الاستماع إلى الكتب الصوتية يمكن أن يكون عاملًا أساسيًا في معالجة أزمة القراءة للمتعة وتنشئة جيل جديد من القرّاء.

وبدوره قال جون مولان، أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة كوليدج لندن: “أنا لا أعترض على الكتب الصوتية. أستمع إليها بنفسي، وأطفالي يستمعون إليها أيضًا. لكن الاستماع إلى كتاب صوتي ليس كأن يقرأ لك والداك كتابًا، وهي تجربة أعتقد أنها ذات قيمة كبيرة. الكتب الصوتية غير تفاعلية، ولا تتيح أي تبادل أو حوار بين القارئ والمستمع، مهما كان الأداء الصوتي متميزًا.”

وأضاف مولان أن القراءة التقليدية نشاط ذهني تفاعلي، بينما الاستماع تجربة أكثر سلبية، لكنه أقرّ بأن الكتب الصوتية قد تكون بوابة لحب الأدب للأطفال الذين لا يفضلون الكتب المطبوعة.

ومن جهتها، أكدت راشيل دي سوزا، مفوضة الأطفال في إنجلترا والرئيسة السابقة لإحدى المدارس، دعمها لاستخدام الكتب الصوتية، قائلة: “أنا أحب الاستماع إلى الكتب الصوتية، وإذا كان ذلك يتيح للأطفال الوصول إلى الأدب العظيم، فأنا أؤيده تمامًا. لكن لا ينبغي أن تحل الكتب الصوتية محل القراءة التقليدية، لأن هناك شيئًا مميزًا للغاية في تجربة القراءة المباشرة.”

وتستعد الحكومة لنشر تقرير مرحلي حول مراجعة المناهج الدراسية والتقييم قريبًا، في ظل مطالبات اتحادات المعلمين بمزيد من الجهود لتعزيز مهارات القراءة لدى الأطفال.

وأكدت سارة حنافن، رئيسة السياسات في اتحاد قادة المدارس (NAHT)، أهمية تنمية حب القراءة لدى الطلاب، قائلة:

"يجب أن يشمل تعليم اللغة الإنجليزية تعزيز شغف الأطفال بالقراءة، والاستفادة من اهتمامهم بالاستماع يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحقيق ذلك."

من جانبها، أوضحت جولي مكولوش، مديرة الاستراتيجية والسياسات في رابطة قادة المدارس والكليات (ASCL)، أن الكتب الصوتية يمكن أن تكمل جهود المدارس في تعليم القراءة والكتابة، وتعزز ارتباط الأطفال بالكتب.

ومع استمرار النقاش حول دور الكتب الصوتية في التعليم، تترقب الأوساط التعليمية موقف الحكومة من هذا التوجه، وما إذا كانت ستدعم إدراجها في المناهج الدراسية كأداة لتطوير مهارات القراءة لدى الطلاب.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق بريطانيا تقر قانونًا يتيح تفتيش الممتلكات دون إذن قضائي لاستعادة الهواتف المسروقة
التالي سجن نائب بريطاني 10 أسابيع لاعتدائه على رجل في الشارع