تسعى جماعات اليمين المتطرف الاستيلاء على احتجاج للمزارعين في لندن ضد التغييرات الضريبية التي أدخلتها الوزيرة ريتشل ريفز، بحسب ما نقلته "الغارديان".
وقد استخدم المتطرفون، بمن فيهم المقربون من تومي روبنسون، وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة أنصارهم للحضور إلى الاحتجاج يوم الثلاثاء، بينما سعى قادة المزارعين إلى تذكير الحضور بمسؤولياتهم.
وينظر اليمين المتطرف إلى الحدث على أنه فرصة كبيرة لاستغلالها، لتقديم المقدم الشهير جيريمي كلاركسون كبطل بعد أن ادعى أن الحكومة البريطانية كانت تخطط لـ"التطهير العرقي" للمجتمعات الزراعية، بعد أن أصبح مزارعا وصرح بأنه سيشارك في المسيرات.
وقد أصبح كلاركسون رمزًا في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمتطرفين، حيث أشاد النشطاء والمؤثرون المتطرفون بتعليقاته.
ونشر بول ثورب، يوتيوبر من اليمين المتطرف، فيديو يشجع متابعيه على الانضمام إلى الاحتجاج، قائلاً: "سأكون هناك لدعم مجتمعنا الزراعي وأتمنى أن يكون هناك أكبر عدد ممكن منكم يا أيها الوطنيون."
كما كان نشطاء من مجموعة "البديل الوطني" المتطرفة يقومون باستعراضات لبعض الوقت في محاولة للاستفادة من قلق المزارعين. أما منافسوهم في مجموعة "هوملاند"، فقد سعوا أيضًا لجذب الدعم استنادًا إلى تعليقات كلاركسون.
ومن المتوقع أن يكون أنصار نظريات المؤامرة حاضرين أيضًا للترويج لرواية تقول بوجود مؤامرة "عولمية" للسيطرة على إمدادات الغذاء.
قال أولي هاريسون، الذي يزرع الحبوب بالقرب من ليفربول، هو أحد منظمي الاحتجاج وليس له أي علاقة باليمين المتطرف، ولا مع غيره من القائمين على الحدث: "الحدث غير سياسي. لقد دعونا ممثلين من جميع الأحزاب السياسية للتحدث، ولا نريد أن يُستخدم حدثنا لتحقيق مكاسب سياسية. نريد أن يكون التركيز على المزارعين والمشاكل التي نواجهها في الوقت الحالي."
من جانبه، حذر أندرو ميريديث، رئيس تحرير "فارمرز ويكلي"، من "الأضرار التي يمكن أن يسببها شخص فمه غير محكوم للقضية"، وأضاف: "منظمو المسيرة على صواب تمامًا في دعواتهم المتكررة للمشاركين للحفاظ على سمعة صناعة الزراعة وجعل هذا الحدث إيجابيًا."
وهناك نقاش دائر داخل المجتمع الزراعي حول ما إذا كان ينبغي أن يتحدث نايجل فاراج، زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة". وقد عرض فاراج التحدث، لكن البعض كانوا قلقين من أنه قد يجعل الحدث يدور حوله ويسحب الانتباه عن القضية الأساسية.
كان تيم فارون، المتحدث باسم البيئة لحزب الليبراليين الديمقراطيين، يفكر في التحدث في الحدث وقال عن فاراج: "معظم المشاكل التي يواجهها المزارعون مرتبطة بالبريكست. لقد ألحق ضررًا أكبر لهم من هذه الحكومة." ومن المفهوم أن وزير البيئة، ستيف ريد، رفض الدعوة لحضور الحدث.
ويخشى المنظمون أن يتم تحويل الانتباه عن القضايا الأساسية. يشعر المزارعون بالقلق من أنهم سيتعرضون لفاتورة ضريبية ستلتهم أرباحهم وتجبرهم على البيع؛ حيث تظهر أرقام إدارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية أن 66% من المزارعين قد يكونون عرضة لضريبة الميراث المفاجئة التي لم يتم حسابها في ميزانياتهم، رغم مزاعم وزارة الخزانة بأن التغيير سيشمل ربع المزارعين فقط.