عرب لندن 

حذر خبراء بريطانيون من أن مرضى هيئة الخدمات الصحية البريطانية “NHS” قد يفقدون الفرصة للاستفادة من الأدوية الجديدة لعلاج الزهايمر، رغم الترخيص الذي حصل عليه عقار "ليكانيماب"، وهو الأول من نوعه الذي يُظهر فعالية في إبطاء تقدم المرض.

ومع ذلك، قرر معهد التميز في الرعاية الصحية (Nice) في إرشاداته الأولية أن الفوائد المترتبة على استخدام هذا الدواء لا تبرر تكلفته.

وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" من المتوقع أن يواجه عقاراً آخراً معروف باسم "دونانيماب"، نفس المصير قريبًا. 

حاليًا، هناك حوالي 30 دواءً مشابهًا في مراحل التطوير، مما دفع جمعيات خيرية متخصصة في الزهايمر إلى دعوة هيئة الخدمات الصحية لتبني نظام يراقب علاج المرضى على المدى الطويل، مما قد يُحسن الرعاية المستقبلية.

وأكدت هذه الجمعيات أن السؤال هو "متى" ستتم الموافقة على هذه الأدوية، وليس "هل" ستتم الموافقة، مشددة على أهمية وجود نظام إلزامي لجمع البيانات لفهم تأثير هذه الأدوية على المرضى، مما سيساعد أيضًا في تحسين إجراءات الموافقة على الأدوية الجديدة. 

وأضاف العلماء أن جمع البيانات من العالم الواقعي سيمكن من تحديد المرضى الأكثر استفادة من العلاجات ومدى فترة استخدامها.

ودعت رسالة موجهة إلى جيريمي إسحاقس، المدير السريري الوطني للخرف في هيئة الخدمات الصحية، إلى تطبيق نظام مشابه لذلك المستخدم في تتبع علاجات السرطان المبتكرة ليشمل أيضًا علاج الخرف. 

وأوضح ديفيد توماس، رئيس السياسات في مؤسسة أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، أن إنشاء "اتفاقية وطنية لجمع البيانات" أمر ضروري للاستفادة من التجارب الواقعية بعيدًا عن نطاق التجارب السريرية.

وأظهرت التجارب السريرية أن بعض المتغيرات الجينية قد تزيد من مخاطر الآثار الجانبية للعلاجات. على سبيل المثال، يعاني حوالي 15% من مرضى الزهايمر الحاملين لجين APOE4 من آثار جانبية أكثر شدة. 

وقررت وكالة تنظيم الأدوية البريطانية بناء على ذلك، استبعاد هؤلاء المرضى من ترخيص عقار "ليكانيماب"، ومن المتوقع أن يتكرر هذا الاستبعاد مع عقار "دونانيماب".

إذا تم جمع المزيد من البيانات على المستوى الوطني، فإن ذلك قد يساعد في فهم كيفية تأثير التركيبات الجينية المختلفة على فعالية الأدوية، مما سيسرع من اتخاذ القرارات بشأن المرضى الذين يجب أن يتلقوا العلاج.

وفي هذا السياق، أكد متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية البريطانية أنه رغم توفر بيانات شاملة عن مرضى الخرف، فإن الهيئة تبحث عن طرق جديدة لاستخدام البيانات الروتينية لتحسين الرعاية. كما رحب المتحدث بأي شراكات مع مجموعات المرضى والهيئات المهنية لتحقيق هذا الهدف.


 


 


 


 


 


 


 

السابق مواد بناء سامة تهدد حياة مئات الآلاف من الطلاب والمعلمين البريطانيين ومطالب بالتخلص منها فورا
التالي عاصفة "آشلي" تضرب بريطانيا وأيرلندا وتسبب فوضى في حركة السفر والطرقات