عرب لندن
كشف تقرير حديث أن مئات الآلاف من الأشخاص في بريطانيا قد يواجهون خطر الموت نتيجة التعرض لمادة الأسبستوس في المدارس. يحذر التقرير من أن الطلاب والمعلمين معرضون لزيادة كبيرة في حالات الوفاة نتيجة هذا "القاتل الخفي".
وبحسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل “Daily Mail” منذ عام 1980، توفي ما لا يقل عن 1,400 معلم وموظف دعم و12,600 تلميذ؛ بسبب الإصابة بسرطان المتوسطة، وهو سرطان عدواني ناجم عن استنشاق ألياف الأسبستوس.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير في العقود القادمة، حيث تزداد مخاطر التعرض مع تدهور البنية التحتية للمدارس القديمة في المملكة المتحدة.
في سياق متصل، أطلقت صحيفة "ذا ميل" حملة تدعو إلى إزالة الأسبستوس من جميع المباني العامة، بدءًا بأكثر من 21 ألف مدرسة ومستشفى عبر البلاد. كما دعت إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تشمل جميع المباني غير السكنية التي تحتوي على الأسبستوس، بهدف تنظيم جهود إزالة هذه المادة الخطرة.
ويشير تقرير لجنة الاتحاد المشترك للأسبستوس (JUAC)، الذي أعدته ثماني نقابات تعليمية، إلى أن مئات الآلاف من الطلاب والعاملين الذين تعرضوا للأسبستوس منذ التسعينات قد يكونون معرضين للإصابة بسرطان المتوسطة.
وأكد التقرير: "توجد أدلة تشير إلى أن هذا الوضع قد يتحول إلى تسونامي في المملكة المتحدة، نتيجة تقصير القوانين وعدم كفاءة اللوائح التي تعتبر الأسبستوس آمنًا طالما لم يتعرض للتلف".
وأعربت المحامية هارميندر بينس، التي تمثل ضحايا الأسبستوس لأكثر من 30 عامًا، عن استيائها من السياسات الحكومية الحالية التي تسمح بترك الأسبستوس في مكانه ما لم يظهر تلف واضح. وقالت: "إن سياسة ترك الأسبستوس في المدارس تمثل خطرًا كبيرًا. حتى أقل تعرض لألياف الأسبستوس يمكن أن يكون قاتلًا".
ومن جهتها، وصفت ليز دارليسون، المديرة التنفيذية لمؤسسة "ميسوثليوما المملكة المتحدة"، استمرار وجود الأسبستوس في المدارس بأنه "عار وطني". وأشارت إلى أن "وجود الأسبستوس في مباني مدارسنا المتدهورة يشبه قنبلة تنفجر ببطء، ويجب أن نفعل المزيد لحماية الأطفال والمعلمين".
وفي سياق متصل، توفيت معلمة التربية البدنية جوليا براون في عام 2022 بعد تعرضها للأسبستوس في مدرسة "سانت تيريزا" في سري. وعبّر زوجها بيتر، البالغ من العمر 77 عامًا، عن استيائه من عدم اتخاذ الحكومة إجراءات فعالة، قائلًا: “ما فائدة الخطط الحكومية إذا لم تشمل إزالة الأسبستوس على الفور؟”
مع تزايد الضغوط على الحكومة، دعت النائبة الليبرالية الديمقراطية منيرة ويلسون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مشددة على ضرورة أن "يكون الآباء واثقين من أن أطفالهم يتعلمون في بيئة آمنة".
كما دعا تشارلز بيكلز، من حملة "إيرتايت أون أسبستوس"، إلى إنشاء سجل وطني لتوثيق المباني التي تحتوي على الأسبستوس.
وفي رد على ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الصحة والسلامة العامة الأرقام الواردة في تقرير JUAC، مشيرًا إلى أن غالبية المدارس تدير الأسبستوس بشكل آمن.
ومن جانبه، أكد متحدث باسم وزارة التعليم أن الوزارة "تأخذ سلامة الأطفال والعاملين في المدارس على محمل الجد"، مشددًا على أهمية وجود خطط فعالة لإدارة الأسبستوس.