عرب لندن
تبين أن فحوصاً غير مؤلمة للكشف عن كورونا عبر أخذ عينات من اللعاب لا تقل فاعلية في رصد العدوى لدى المصابين ممن لا يشكون أعراضاً، بالمقارنة مع الاختبار المعتاد الذي يتطلب إدخال مسحة عميقة في الأنف أو البلعوم، وفق دراسة صدرت حديثاً.
كذلك يتضح من حالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن أعراض كورونا قد لا تظهر على معظم الناس خلال الأيام القليلة الأولى من التقاط العدوى.
لذا، اقترح بعض العلماء تنفيذ برامج اختبارات جماعية لتحديد المصابين الفيروس، من قبيل ما سمي "عملية مونشوت" operation moonshot [حرفياً "عملية بمستوى القمر" في إشارة إلى طموحها الكبير] التي أطلقها بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة. وكذلك اعتبر هؤلاء أن تلك البرامج تشكل وسيلة لتيسير العودة إلى بعض السلوكيات التي كانت سائدة قبل الجائحة، بينما العمل جار على خفض تفشي العدوى بشكل كبير.
في المقابل، يعتمد اختبار المسحة الحالي على تقنية "تفاعل البوليميراز المتسلسل" (المعروف اختصاراً بـ"بي سي آر" PCR، ويرصد مكونات جينية في الفيروس). وقد بات مستخدماً في معظم بلدان العالم، لكنه يتطلب وفرة في الأيدي العاملة والموارد بغية تنفيذه بطريقة مجدية، وغالباً ما يوصف استعماله بأنه مزعج، إضافة إلى أن المدة الفاصلة بين إنجاز الفحص والحصول على نتيجته تبطل فاعليته كتصريح مرور شبه فوري يسمح بدخول الأماكن المكتظة بالناس، ومقرات العمل، ومرافق التعليم.
فيما أخضع اختبار اللعاب لدراسات من جانب باحثين في "جامعة هوكايدو" الوطنية في اليابان، فأعطى النتائج في غضون 30 دقيقة، ولا يحتاج إجراؤه إلى عاملين في مجال الرعاية الصحية، ولا يتطلب تحليل العينات أيضاً موظفين تلقوا تدريباً علمياً.
تذكيراً، وجدت دراسات سابقة أجريت على مرضى "كوفيد- 19" يعانون أعراضاً، أن اختبارات اللعاب المعروفة باسم فحوص "إر تي- لامب"RT-LAMP ، أقل دقة بالمقارنةً مع مسحات الـ"بي سي آر". وفي المقابل، بحثت الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "كلينيكال إنفكشيوس ديزيزيز" Clinical Infectious Diseases (الأمراض المعدية السريرية) في مدى دقة فحوص اللعاب بالنسبة إلى رصد العدوى المبكرة الخالية من الأعراض، وخلصت إلى نتائج شديدة الاختلاف عن البحوث المشار إليها آنفاً.