عرب لندن
بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، استأنفت الحانات وصالونات الحلاقة والفنادق نشاطها، يوم أمس السبت، في انجلترا في مرحلة جديدة من تخفيف تدابير العزل وسط مخاوف من تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وقال نيك (38 عاما) "ننتظر العودة إلى الحانات منذ ثلاثة أو أربعة شهور". وأضاف المحاسب الذي جلس في حانة مع ثلاثة من أصدقائه لأول مرة منذ فرضت تدابير الإغلاق أواخر آذار/مارس "في مرحلة ما، عليك العودة" إلى الحياة الطبيعية، رغم المخاطر الناجمة عن كوفيد-19 الذي أودى بـ44131 شخصا في بريطانيا، وهي أعلى حصيلة على مستوى أوروبا.
ولا تزال المملكة المتحدة التي انتظرت طويلا قبل فرض تدابير العزل متأخرة مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة في رفع تدابير الإغلاق.
وتفشى الفيروس مجددا في ليستر، ما دفع السلطات إلى فرض عزل من جديد على منطقة تعد 600 ألف نسمة.
لكن في أرجاء انجلترا، أعادت الحانات والفنادق وصالونات تصفيف الشعر ودور السينما والمتاحف فتح أبوابها السبت، الأمر الذي اعتبرته المقاطعات البريطانية الأخرى خطوة متسرعة جدا. وفض لت اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية اعتماد جدول خاص بها لرفع تدابير العزل.
وتحاول الحكومة إحياء قطاع الضيافة لديها في إطار ما تم وصفه بـ"السبت العظيم". وقالت دوروتا بيلازيك التي تدير إحدى الحانات في لندن "أشعر بسعادة بالغة. كان الإغلاق صعبا للغاية".
من جهتها، حذرت مجلة "ذي سبيكتاتور" من مخاطر احتساء البيرة التي خزنتها الحانات منذ شهور عندما اضطرت لإغلاق أبوابها على عجل.
وأدى إغلاق الحانات غير المسبوق منذ تفشي الطاعون عام 1665، إلى تراجع شرب البيرة بشكل لم يسبق له مثيل.
وقد تستقطب إعادة فتح الحانات في نهاية الأسبوع 6,5 ملايين شخص، بحسب مركز الاقتصاد وبحوث الأعمال (سي اي بي ار).
وفي جولة لفرانس برس في حي مليء بالحانات في غرينتش، كانت هناك تسع حانات لا تزال مغلقة، بينما جلس زبونان فقط في حديقة إحدى الحانات المفتوحة.
وأفاد المجلس المحلي في نيوكاسل (شمال شرق انجلترا) حيث تكتظ الحانات عادة في عطلة نهاية الأسبوع أن حانة من ثلاث ستعيد فتح أبوابها.
وقرر البعض عدم فتح أبواب حاناتهم في أول عطلة نهاية أسبوع لمراقبة تطور الوضع.
وقال مالكو حانة "تاين" الشهيرة في المدينة على تويتر "نشعر بقلق حقيقي من أن اليوم قد يكون يوم فوضى عارمة بالنسبة للحانات. قررنا أن الأمر لا يستحق المخاطرة".
وخلال زيارته حانة في غرب لندن، رح ب وزير المال ريشي سوناك، أمس السبت، بـ"النبأ السار" بشأن إعادة فتح الحانات والملاهي مذكرا بأنها تشكل "عنصرا حيويا " في الاقتصاد البريطاني وتشمل قرابة "نصف مليون شخص". وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز"، شج ع الوزير البريطانيين على "تناول الطعام في المطاعم" من أجل دعم الوظائف.
إلا أن النشاط يستأنف في ظل خشية من المخاطر الصحية التي قد يتسبب بها تدفق الناس إلى الحانات.
وقال وزير الصحة مات هانكوك "لا أحاول إفساد المتعة، لكن لا يزال الفيروس قاتلا".
وفي بيان مشترك، دعا ممثلو الفنادق والحانات والشرطة الزبائن إلى التصرف بطريقة "مسؤولة" لمساعدة أصحاب المؤسسات "على إعادة الفتح بأفضل طريقة ممكنة".
وتشدد إرشادات الحكومة على ضرورة المحافظة على "أدنى حد من الاحتكاك" بين الموظفين والزبائن وإجبارهم على البقاء عند طاولاتهم. كما سيكون على مرتادي الحانات تقديم المعلومات اللازمة للاتصال بهم في حال تفشي الفيروس.
بدوره، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السكان للتعامل مع الخطوة بشكل منطقي. وقال عبر إذاعة "إل بي سي" الجمعة "رسالتي هي: دعونا لا نفسد الأمر الآن". وقال في تغريدة السبت "عملنا بجد معا لإنقاذ حياة كثيرين. التزموا بالقواعد".
وتأتي تصريحات جونسون في وقت تزداد الانتقادات لطريقة تعاطيه مع أزمة الفيروس برمتها في حين تراجعت نسب التأييد له الشهر الماضي.
وأجبر على الدفاع عن قراره إعادة فتح الحانات في عطلة نهاية الأسبوع بدلا من الاثنين، عندما تكون الحشود أقل ويسهل على مالكيها التعامل مع أي أمور طارئة. كما حذرت أجهزة الطوارئ الناس من المبالغة في احتساء الكحول.
وصرح براين بوث المسؤول في اتحاد شرطة ويست يوركشاير، "قبل وباء كوفيد-19، كانت أقسام الطوارئ تشبه أحيانا أيام الجمعة والسبت، سيركا ممتلئا بمهرجين مخمورين". وأضاف "لا نريد أن يبدأ ذلك مجددا ".
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" لقناة "سكاي نيوز"، فإن 70% من المشاركين في الاستطلاع لا يشعرون بأنهم مرتاحون لفكرة الذهاب إلى حانة أو إلى السينما و60% لفكرة ارتياد مطعم.