الطلبة القطريون في بريطانيا.. محرك اقتصادي خفي يضخ مليار جنيه إسترليني خلال خمس سنوات!
عرب لندن
كشف تقرير صادر عن مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال البريطاني (CEBR) أن الطلبة القطريين المقيمين في المملكة المتحدة ساهموا بنحو 1.1 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني بين عامي 2018 و2023، من خلال إنفاقهم على المعيشة والسكن والرسوم الدراسية.
ووفقًا للتقرير، بلغت مساهمة الطلبة القطريين في العام الأكاديمي 2022/2023 فقط حوالي 223 مليون جنيه، حيث مثّل طلاب المرحلة الجامعية الجزء الأكبر من هذا الإنفاق بنسبة 66%، نتيجة ارتفاع أعدادهم ومتوسط رسومهم الدراسية، التي بلغت 19,621 جنيهًا مقابل 14,870 لطلاب الدراسات العليا.
وجاءت مصروفات المعيشة، مثل الطعام، والترفيه، والملابس، والسفر غير الأكاديمي، في صدارة نفقات الطلبة بإجمالي 97 مليون جنيه، تليها تكاليف السكن بـ52 مليونًا، ثم المصروفات الدراسية والأكاديمية بـ50 مليون جنيه.
وأكد التقرير أن الجامعات البريطانية ما تزال وجهة مفضّلة للطلبة القطريين، الذين يختارون أعرق المؤسسات التعليمية لمواصلة دراستهم العليا، ويشاركون بفاعلية في المشهد الأكاديمي والبحثي، الأمر الذي يعزز من تبادل الخبرات والمعرفة بين الثقافتين.
وشددت الدراسة على أهمية استمرار هذا النوع من التبادل العلمي والثقافي، داعية إلى مزيد من التسهيلات والدعم للطلبة الدوليين، لما في ذلك من منفعة مشتركة على المستويين الأكاديمي والاقتصادي.
ويُعدّ هذا التقرير جزءًا من دراسة أوسع أجراها مركز CEBR حول تأثير الطلاب الدوليين من مختلف الدول على الاقتصاد البريطاني، حيث تتزايد أهمية هذه الفئة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المتسارعة.
وتأتي هذه الأرقام في سياق استثماري أشمل، إذ كشفت صحيفة" “التايمز” The Times في تقرير استقصائي أن قطر تمتلك أصولًا في المملكة المتحدة تُقدّر بنحو 100 مليار جنيه إسترليني، موزّعة على موانئ ومطارات وفنادق وأبراج ومراكز تسوق، من بينها "فندق سافوي" في لندن ومحطة الغاز المسال في ميلفورد هافن.
ووفق التقرير، بلغت عائدات الاستثمارات القطرية في بريطانيا نحو 1.3 تريليون جنيه إسترليني بين عامي 2008 و2022، فيما ساهمت شركات قطرية في دعم قطاعات الطاقة والبنى التحتية والتعليم، إذ استثمرت هيئة الاستثمار القطرية نحو 85 مليون جنيه في برنامج المفاعلات النووية الصغيرة التابع لشركة "رولز رويس"، ما أسهم في خلق آلاف الوظائف.
وبحسب مركز CEBR، فإن الاستثمارات القطرية تدعم قرابة 160 ألف وظيفة في المملكة المتحدة، وأسهمت بنحو 3.4 مليار جنيه كعائدات ضريبية في عام 2022 وحده.
ولا تقتصر مساهمة قطر على الاستثمار المالي فقط، بل تشمل أيضًا مبادرات ثقافية وعلمية، مثل مشروع رقمنة أجزاء من المكتبة البريطانية، وتعزيز الشراكات الأكاديمية بين البلدين، ما يعكس أبعادًا متعددة لعلاقات تتجاوز الاقتصاد إلى مجالات التعليم والثقافة.