عرب لندن
أعلنت جامعة أكسفورد عزمها منح شهادةٍ فخرية لماكيريتي باباكورا، أول امرأة من السكان الأصليين في نيوزيلندا تلتحق بالجامعة، وذلك بعد مرور نحو قرن على وفاتها.
وبحسب ما ورد في موقع “التلغراف” Telegraph، وُلدت ماكيريتي باباكورا، التي كان اسمها الأصلي مارغريت باتيسون ثوم، عام 1873 في نيوزيلندا، وتنحدر من قبيلة تي أراوا الماورية. التحقت بجامعة أكسفورد في عام 1927 لدراسة الأنثروبولوجيا، حيث ركزت أبحاثها على توثيق العادات والممارسات الثقافية لقبيلتها من منظور نسائي مبتكر كان رائدًا في ذلك الوقت.
وواصلت باباكورا دراستها في متحف بيت ريفرز وجمعية الطلاب المنزليين المعروفة حاليًا بكلية سانت آن ،غير أنها توفيت فجأة في أبريل 1930، قبل ثلاثة أسابيع فقط من تقديم أطروحتها.
ورغم وفاتها، نُشرت أطروحتها لاحقًا بعنوان الماوري القديم، بجهود من صديقها وزميلها الأنثروبولوجي ت. ك. بينيمان، وحظيت باعتراف الجمعية الملكية النيوزيلندية كأول دراسة إثنوغرافية عن حياة الماوري كتبها باحث ماوري.
وبعد مرور ما يقارب القرن، وافقت لجنة التعليم بجامعة أكسفورد على منح باباكورا شهادة الماجستير في الفلسفة بعد وفاتها، استجابةً لطلب قدّمته كلية الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا المتحفية (SAME)، بدعم من كلية سانت آن ومتحف بيت ريفرز.
ومن المقرر أن يُمنح هذا التكريم رسميًا في حفل يُعقد لاحقًا هذا العام في مسرح شيلدونيان الشهير، برئاسة نائبة رئيس الجامعة، البروفيسورة إيرين تريسي، بحضور أفراد من عائلة باباكورا وممثلين عن مجتمع الماوري.
وصرّحت البروفيسورة كلير هاريس، رئيسة كلية SAME، قائلة: "يسعدنا أن تُقدّر جامعة أكسفورد إنجازات ماكيريتي الاستثنائية بمنحها شهادة بعد وفاتها. لقد كانت شخصية ملهمة للعديد في أوتياروا (نيوزيلندا) ولطلاب وباحثين حول العالم".
من جهتها، عبّرت عائلة باباكورا عن امتنانها لهذا التكريم، حيث قالت المتحدثة باسم العائلة، جون نورثكروفت غرانت: "لطالما عرفنا التضحيات التي قدمتها ماكيريتي لمتابعة تعليمها، وغالبًا في ظروف شاقة. هذا التكريم شهادة على قوة التعليم والثقافة، وعلى إرث امرأة واحدة صمّمت على أن تظل قصص شعبها حية".
وأضافت: "نحن نشعر بالفخر والتواضع لأن الجامعة لم تكرّم ماكيريتي فحسب، بل قدّرت أيضًا معارفها القبلية التقليدية بكل عناية واحترام. هذا التقدير يخصها، ويخص أسلافنا، وكل مجتمع الماوري حول العالم".