عرب لندن
أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS England) عن إطلاق أداة رقمية جديدة تحمل اسم Cancer 360، تهدف إلى تسريع تشخيص وعلاج مرضى السرطان من خلال توحيد بياناتهم في نظام رقمي مركزي. ويُنتظر أن تسهم الأداة في تحسين جودة الرعاية وسرعة تقديمها، عبر تسهيل وصول الأطباء والممرضين إلى معلومات المرضى دون الحاجة للرجوع إلى مصادر متفرقة مثل جداول البيانات والبريد الإلكتروني والسجلات الورقية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة لتحسين أداء المنظومة الصحية وتحقيق الأهداف الوطنية، ومنها ضمان بدء علاج 85% من مرضى السرطان خلال 62 يومًا من الإحالة.
وأوضح الدكتور فين ديوكار، مدير التحول السريري في NHS، أن Cancer 360 تمنح الأطباء رؤية شاملة لمسار المريض، مما يساعد على رصد أي تأخيرات ومعالجتها فورًا، وأضاف: "كل مريض يستحق رعاية سريعة وفعالة، وأنا واثق من أن تعميم هذه الأداة على مستوى البلاد سيؤدي إلى تحسن ملموس في أوقات العلاج وتجربة المرضى".
ورغم أن استخدام الأداة لن يكون إلزاميًا، فإن المستشفيات التي لا تحقق المعايير المطلوبة قد يُطلب منها النظر في اعتمادها.
وقد أظهرت تجارب أولية في مستشفى "رويال يونايتد" في باث و"تشيلسي آند وستمنستر" في لندن نتائج واعدة، إذ ساعدت Cancer 360 في تحقيق معيار "التشخيص السريع"، الذي ينص على ضرورة تحديد ما إذا كان المريض مصابًا بالسرطان خلال 28 يومًا من الإحالة.
من جانبها، رحبت منظمة ماكميلان لدعم مرضى السرطان بهذه المبادرة. وقالت إيف بيرن: "مع ازدياد عدد المصابين بالسرطان في المملكة المتحدة ليصل إلى 3.5 مليون شخص، فإن الحاجة إلى تشخيص أسرع وعلاج في الوقت المناسب باتت أكثر إلحاحًا. هذه الأداة قد تساهم في تقليل الفجوات في الرعاية وتحسين النتائج الصحية".
كما أشاد البروفيسور فيل بانفيلد، رئيس مجلس الجمعية الطبية البريطانية، بالمشروع، واعتبره خطوة مهمة لتحديث الأنظمة المتقادمة، لكنه أشار إلى ضرورة دعم هذه الجهود باستثمارات إضافية وتوظيف مزيد من الكوادر.
أما وزير التكنولوجيا بيتر كايل، فتحدث عن أهمية هذه الأداة من واقع تجربة شخصية، قائلاً: "لقد شهدت بنفسي ما يسببه السرطان من معاناة في أسرتي. الاعتماد على أنظمة ورقية بدائية كان يهدد حياة المرضى. لا مبرر لذلك في ظل توفر التكنولوجيا الحديثة".
وأكد وزير الصحة ويس ستريتينغ أن الحكومة خصصت 26 مليار جنيه إسترليني لدعم NHS، مضيفًا: "نحن نسير بخطى ثابتة لإصلاح المنظومة، من خلال زيادة عدد المواعيد الطبية، وتوظيف 1500 طبيب عام جديد، وتطبيق أدوات تقنية حديثة من شأنها إنقاذ الأرواح".