بريطانيا تعترض طائرات روسية في سماء أوروبا... والغرب يرفع حالة التأهب

عرب لندن

اعترضت مقاتلات "تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني طائرات عسكرية روسية مرتين خلال 48 ساعة، مع اقترابها من المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي فوق بحر البلطيق، في وقت يتزايد فيه التوتر بين روسيا والغرب.

ووفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، أقلعت مقاتلتان بريطانيتان يوم الثلاثاء من قاعدة "مالبورك" الجوية في بولندا، ضمن عملية "تشيسمان"، لاعتراض طائرة استطلاع روسية. وبعد أقل من يومين، انطلقت طائرتان أخريان للتعامل مع طائرة مجهولة الهوية أقلعت من كالينينغراد، الجيب الروسي المحصن الواقع بين بولندا وليتوانيا.

وصرّح وزير القوات المسلحة البريطاني، لوك بولارد، لصحيفة “التلغراف” Telegraph قائلاً: "التزام المملكة المتحدة تجاه الناتو لا يتزعزع. ومع تصاعد العدوان الروسي، نعمل على طمأنة حلفائنا وردع خصومنا، وحماية أمننا القومي ضمن خطتنا للتغيير."

وتمركزت المقاتلات البريطانية، التي تتخذ عادةً من قاعدة لوسيموث في اسكتلندا مقرًا لها، في بولندا قبل ثلاثة أسابيع فقط برفقة نحو 200 جندي بريطاني، حيث تنسق عملياتها مع القوات الجوية السويدية، العضو الأحدث في الناتو.

وقال قائد الجناح كريستوفر جاكوب إن الطائرات على أهبة الاستعداد "للدفاع والردع، وهي جاهزة للتعامل مع أي تهديد محتمل".

وتأتي هذه التحركات في سياق اختبار منتظم تجريه القوات الروسية لدفاعات الناتو الجوية منذ بداية غزو أوكرانيا عام 2022، حيث سبق أن اعترضت طائرات تايفون قاذفات روسية فوق بحر الشمال، كما أرسلت النرويج طائرات إف-35 لاعتراض قاذفات روسية في القطب الشمالي في فبراير الماضي.

وفي موازاة هذه التطورات، تتعثر المفاوضات الأمريكية-الروسية بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألمح إلى انسحاب محتمل من محادثات السلام، بينما حذر وزير الخارجية ماركو روبيو من أن بلاده "لن تواصل هذا المسعى إلى ما لا نهاية"، مشيرًا إلى ضرورة الحسم خلال أيام.

وكانت روسيا قد رفضت الشهر الماضي مبادرة لوقف إطلاق النار دعمتها واشنطن ووافقت عليها كييف، لتستأنف بعدها ضرباتها على مناطق مدنية. ومع ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "هدنة عيد الفصح" لمدة 30 ساعة يوم السبت.

وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام، تتحضّر المملكة المتحدة لقيادة "تحالف الراغبين" لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى ردع أي هجوم روسي مستقبلي. ويسعى رئيس الوزراء كير ستارمر لإقناع الولايات المتحدة بلعب دور الضامن الأمني لضمان فاعلية الخطة.