عرب لندن

أظهرت بيانات وزارة الداخلية في إنجلترا وويلز زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي تم توقيفهن وإخضاعهن للتفتيش من قبل الشرطة خلال العام المنتهي في مارس 2024، في الوقت الذي شهد فيه تفتيش الرجال انخفاضًا طفيفًا.

ووفقًا للتحليل، تم تفتيش 59,549 امرأة خلال هذه الفترة، بزيادة قدرها 7% عن العام السابق، بينما خضع 447,952 رجلًا للتفتيش، بانخفاض نسبته 4%. كما شمل التفتيش 10,450 فتاة أيضًا.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian”، أشارت مؤسسة "StopWatch"، المعنية بإصلاح الشرطة، إلى أن هذه الزيادة تتناقض مع الأدلة المستمرة التي تُظهر أن الشرطة نادرًا ما تعثر على مواد مشبوهة، وأن معظم عمليات التفتيش لا تؤدي إلى اتخاذ أي إجراءات إضافية.

كما أظهرت البيانات أن نسبة الاعتقالات بعد التفتيش كانت أعلى بين النساء، حيث بلغت 10%، مقارنة بـ 2% فقط بين الرجال.

وأكدت جودي برادشو، من مؤسسة "StopWatch"، أن التفتيش ليس الأداة الأنسب للحد من الجرائم، مشددة على أهمية اعتماد استراتيجيات بديلة أكثر فاعلية لتعزيز الشعور بالأمان في الأماكن العامة والمجتمعات.

من جانبها، ترى الشرطة أن التفتيش أداة أساسية لمكافحة الجريمة، لا سيما في ظل تزايد حوادث الطعن بالسكاكين. وقد بيّنت دراسة نُشرت في مجلة الجرائم الكمية أن تكثيف التفتيش في مناطق لندن ذات معدلات الجريمة المرتفعة قد يسهم في تقليل عدد الهجمات بالسكاكين.

وفي سياق متصل، أظهرت البيانات أيضًا ارتفاعًا بنسبة 13% في تقارير استخدام القوة من قبل الشرطة في إنجلترا وويلز خلال الفترة نفسها، حيث بلغ عددها 747,396 تقريرًا.

وشكّلت النساء 18% من هذه الحوادث، فيما مثّلت النساء السود نحو 9% منها، رغم أنهن يشكّلن 4% فقط من إجمالي السكان، وفقًا لأحدث بيانات التعداد.

وقالت ديبورا كولز، مديرة مؤسسة "Inquest" المعنية بحالات الوفاة المرتبطة بالدولة: "إن استخدام القوة ضد النساء، خصوصًا اللواتي سبق لهن التعرض للعنف أو الإساءة، قد يكون صادمًا للغاية".

وأضافت أن تصاعد عمليات التفتيش يجب أن يُفهم ضمن سياق اتساع رقعة الفقر، وتزايد عدم المساواة، إلى جانب تشديد السلطات القيود على الاحتجاجات وسرقة المتاجر.

من جهة أخرى، روت شينا دارشيفيل، وهي عاملة في رعاية الأطفال، أنها تعرضت للتفتيش أثناء قيادتها في شمال لندن في مارس 2023.
وأوضحت أن الشرطة أوقفتها بزعم ازدياد سرقات السيارات في المنطقة، إلا أنها شعرت بأنها كانت مستهدفة بسبب لون بشرتها وكونها تقود سيارة فاخرة، قائلة: "عندما يرون امرأة سوداء تقود سيارة مرسيدس، سيتوقفونك دون سبب".

وفي تعليقها على هذه القضايا، قالت وزارة الداخلية: "التفتيش أداة حيوية لمكافحة الجريمة، لكن من الضروري استخدامه بطريقة عادلة ومناسبة للحفاظ على ثقة الجمهور بالشرطة".

بدوره، أشار مساعد رئيس الشرطة أندرو مارينر، المسؤول عن ملف التفتيش في المجلس الوطني لقادة الشرطة، إلى أن الجهات الأمنية تدرك الآثار النفسية التي قد يخلفها التفتيش، خصوصًا على الأطفال أو الفئات الضعيفة.
وأضاف أن العمل جارٍ حاليًا على مراجعة شاملة للتدريب المقدم للضباط وسياسات التفتيش المعتمدة، لضمان أن تُنفَّذ كل عملية تفتيش بحساسية، وبما يتماشى مع القواعد، مع الاستفادة من أي أخطاء سابقة.

السابق الشرطة البريطانية تحذر الآباء بعد تزايد حالات اختفاء الأطفال على الشواطئ
التالي الحكومة تستعين بالمخططين العسكريين لمواجهة أزمة النفايات في برمنغهام