عرب لندن
أثارت الزيادة الطفيفة التي أقرتها وزارة التعليم في إنجلترا على تمويل وجبات الغداء المدرسية المجانية موجة من الانتقادات، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة ستُجبر المدارس على تغطية التكاليف المتزايدة من ميزانياتها الخاصة.
ووفقًا لما أورده موقع "الغارديان" The Guardian، أعلنت وزارة التعليم البريطانية عن رفع تمويل وجبات الغداء المدرسية المجانية من 2.58 إلى 2.61 جنيه إسترليني لكل طفل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر المقبل، في زيادة لا تتجاوز 3 بنسات. واعتُبرت هذه الزيادة ضئيلة مقارنةً بمعدلات التضخم الراهنة وارتفاع تكاليف المواد الغذائية والأجور، ما أثار انتقادات واسعة من مسؤولي التعليم ومؤسسات معنية بمكافحة فقر الأطفال.
وقال جوزيف هاوز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "باتل المملكة المتحدة" ورئيس تحالف "إنهاء فقر الأطفال"، إن هذه الزيادة "غير كافية على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن الدعم لا يشمل حتى جميع أطفال المرحلة الابتدائية، ولا يغطي الأطفال الأكثر فقرًا بالكامل.
وصرح بول وايتمان، الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس، أن التكلفة الفعلية لتوفير وجبة مدرسية ساخنة تقدر بنحو 3.16 جنيه إسترليني يوميًا، مما يعني أن المدارس تغطي بالفعل جزءًا كبيرًا من الكلفة، وستضطر لمواصلة هذا الدعم مع هذه الزيادة "المخيبة للآمال".
وأضاف وايتمان أن المدارس قد تضطر إلى تقليص الإنفاق على بنود أخرى تؤثر مباشرة على عملية التعلم، وذلك من أجل الحفاظ على جودة الوجبات. كما دعا الحكومة إلى مراجعة التمويل الحالي وضمان تغطيته لكافة التكاليف الواقعية.
وتشمل السياسة الحالية تقديم وجبات مجانية شاملة لأطفال فصول الاستقبال والصفين الأول والثاني في المدارس الابتدائية الحكومية. إلا أن الزيادة الأخيرة لا تواكب الارتفاع في أسعار المواد الغذائية التي زادت بنسبة 3%، أو زيادات الأجور المتوقعة للعاملين في خدمات الطعام.
ومنذ إطلاق هذه السياسة في عام 2014، بتمويل مبدئي قدره 2.30 جنيه إسترليني للطفل، كانت زيادات التمويل أقل بكثير من نسب التضخم، ما أفقدها نحو 16% من قيمتها الفعلية بحلول عام 2023، وفقًا لتقديرات معهد الدراسات المالية.
وانتقدت منيرة ويلسون، المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين لشؤون التعليم والأطفال، هذه الزيادة، ووصفتها بأنها "فتات"، مؤكدة أن الحكومة تُظهر "ارتباكًا تامًا في أولوياتها" في ظل الأزمة المعيشية.
وأظهرت دراسة أعدتها مجموعة العمل لمكافحة فقر الأطفال أن تقديم وجبات الغداء المجانية ساهم في تحسين أوضاع الأطفال، خصوصًا من الخلفيات المحرومة، مشددة على أهمية استمرار هذا الدعم.
من جهته، دافع متحدث باسم وزارة التعليم عن الخطوة قائلًا إن الحكومة تهدف إلى "كسر الرابط غير العادل بين الخلفية الاجتماعية والفرص التعليمية"، مشيرًا إلى استثمارات إضافية بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني في نوادي الإفطار المجانية في 750 مدرسة، واستمرار تمويل وجبات الغداء المجانية لأكثر من 3 ملايين تلميذ.