عرب لندن

في خطوة لافتة، نظم وزراء ونواب بريطانيون جلسة تضامن مع النائبين البريطانيين، يوان يانغ وابتسام محمد، اللذين تم منعهما من دخول إسرائيل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين. 

الجلسة، التي عقدت في قاعة وستمنستر يوم الاثنين، شهدت حضور أكثر من 70 نائبًا، بما في ذلك وزير الصحة ويس ستريتنج وكبير أمناء الخزانة دارين جونز، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية الأخرى مثل وزير الإسكان روشانارا علي، ونائب روتشديل بول وو، الذي نظّم الجلسة.

وقد أثار الحظر المفروض على النائبين البريطانيين موجة من الانتقادات، حيث وصف هاميش فالكونر، أحد المشاركين في الجلسة، الحظر بأنه "غير مقبول ومقلق للغاية". وأوضح أن النائبين كان لديهما تصريح دخول من إسرائيل قبل السفر، وأن هذا الحظر يبدو أنه جاء بسبب تصريحات أدليا بها في مجلس العموم. وأضاف فالكونر أن الحكومة البريطانية قد أوضحت الموقف "على أعلى مستوى" في إسرائيل، مشيدًا بشجاعة يانغ ومحمد.

من جانبها، عبّرت النائبة ابتسام محمد عن استيائها من معاملتها، قائلة إن ما حدث يعتبر "غير مسبوق" وأن آرائها في مجلس العموم تتوافق مع القوانين الدولية. وأشارت إلى أن العديد من الإسرائيليين والجمعيات الخيرية قد دعوا إلى التغيير بطريقة مماثلة. وأضافت محمد، النائبة عن منطقة شيفيلد الوسطى، أن الحظر لم يكن يتعلق بالأمن، بل كان جزءًا من محاولة للسيطرة والرقابة على الأراء السياسية.

أما يوان يانغ، النائبة عن إيرلي ووودلي، فقد عبّرت عن ارتياحها للتضامن الذي أبداه أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب، مشيرة إلى أنها كانت تدرك المخاطر السياسية للسفر إلى المنطقة، لكنها لم تتوقع أن تواجه الترحيل من قبل "حليف بريطاني". وأكدت يانغ أن ما يقوله النواب في البرلمان له تأثير كبير.

وفي السياق نفسه، أكد فالكونر أن النواب كانوا في البداية يعتقدون أنهم سيُحتجزون طوال الليل، وأُطلق سراحهم في النهاية بعد تدخل وزير الخارجية، ديفيد لامي، الذي تحدث إلى نظيره الإسرائيلي. وأضاف فالكونر أن هذه الواقعة تثير القلق بشأن سابقة قد تؤثر سلبًا على صورة الحكومة الإسرائيلية في المجتمع البرلماني.

وفي تصريحه لصحيفة “الغارديان” Guardian، أشار وزير الصحة ويس ستريتنج إلى أنه كان في زيارة مماثلة بقيادة مجلس التفاهم العربي البريطاني (كابو) ومنظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين، دون أن يواجه التحديات التي واجهها النائبان. وأضاف أن معاملة الزميلين "غير مقبولة على الإطلاق"، معبرًا عن أسفه لاستهدافهم بسبب نشاطاتهم السياسية المشروعة.

وفي الجلسة، انضم العديد من النواب البارزين مثل رئيسة لجنة الشؤون الخارجية إميلي ثورنبيري، ورئيسة لجنة الخزانة ميغ هيلير، بالإضافة إلى النائبة ميلاني وارد، التي شغلت منصب الرئيس التنفيذي السابق لجمعية المعونة الطبية للفلسطينيين.

يذكر أن شركة كابو قد نظمت زيارات إلى المنطقة منذ عام 1997، استقبلت خلالها العديد من النواب البارزين من مختلف الأحزاب، بمن فيهم وزير الثقافة ليزا ناندي، وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي، وعمدة لندن صادق خان، بالإضافة إلى شخصيات سياسية أخرى.

وفي خطوة لافتة أيضًا، أدان فالكونر تصريحات زعيمة حزب المحافظين كيمي بادنوخ، التي قالت إن النائبين مُنعا من دخول إسرائيل لأن السلطات الإسرائيلية "لم تعتقد أنهما سيلتزمان بالقانون الإسرائيلي". وأوضح فالكونر أن هذا ليس السبب الذي قدمه المسؤولون الإسرائيليون، مطالبًا زعيمة المعارضة بالاعتذار.

السابق فضيحة قانونية: القضاء البريطاني يفضح محاولة وزارة الداخلية للتستر على صدامها مع آبل
التالي استطلاع يكشف: 25% من المستأجرين يواجهون صعوبة في استرداد التأمين!