وجيه في مجلس اللوردات يتهم ستارمر بتدمير 600 عام من التاريخ لإرضاء النقابات
عرب لندن
حذّر اللورد ترو، أحد كبار أعضاء مجلس اللوردات البريطاني، من أن رئيس الوزراء كير ستارمر "يدمّر 600 عام من التاريخ" لصالح تعيين مقربين من النقابات العمالية في البرلمان، واصفًا خططه لإلغاء وجود الأعضاء الوراثيين في مجلس اللوردات بأنها "تطهير على طراز كرومويلي".
وكان أوليفر كرومويل قائداً عسكرياً وسياسياً في القرن السابع عشر في إنجلترا، واشتهر بأنه قاد "تطهيراً" سياسياً واسعاً، شمل إقصاء خصومه، خاصة في البرلمان، في فترة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ بريطانيا
واتهم اللورد ترو وهو زعيم المحافظين في مجلس اللوردات، رئيس الوزراء بـ"الرقص على قبور موظفي الخدمة العامة"، محذرًا من أن المضي في هذه الخطط قد يؤدي إلى شلل تشريعي في المجلس، بحسب "التلغراف".
وقارن اللورد ترو بين إصلاحات حزب العمال وتطهيرات أوليفر كرومويل، مشيرًا إلى أن الخطة ستؤدي إلى طرد العشرات من الأعضاء الوراثيين النشطين، وغالبيتهم من المحافظين.
ودفع مشروع القانون الذي يهدف إلى استبعاد هؤلاء الأعضاء طريقه بسرعة داخل البرلمان، ومن المتوقع أن يصبح قانونًا قبل نهاية العام.
وهاجم اللورد ترو رئيس الوزراء قائلًا: "لا أرى أن ستارمر يملك شيئًا يُفتخر به. أن يقفز على قبور 80 من موظفي الخدمة العامة المجتهدين، نصفهم تقريبًا من المحافظين، ليس إنجازًا يُذكر. إنه ينهي 600 عام من التاريخ، ويُضعف من عدد المستقلين في المجلس، ويضيف بعض أعضاء النقابات فقط".
ولوّح اللورد ترو بإمكانية استخدام مجلس اللوردات لإجراءات برلمانية حادة في حال تنفيذ الخطة، مثل الإطالة في النقاشات، وتقديم تعديلات مدمّرة، واللجوء إلى آلية "كرة الطاولة" بين المجلسين لتأخير التشريعات.
وذكّر اللورد ترو بسوابق حزب العمال في المعارضة، حين ألحق عددًا قياسيًا من الهزائم بالحكومة المحافظة في المجلس، محذرًا من أن المحافظين قد يتصرفون بالمثل إذا انهارت "علاقة الاحترام والتفاهم" بين الحزبين الرئيسيين.
وعرض اللورد ترو على الحكومة صفقة غير رسمية تقضي بالحفاظ على جزء معتبر من الأعضاء الوراثيين، مقابل الالتزام بـ"الترتيبات الدستورية المعقولة" وتجنب الإجراءات البرلمانية العدائية.
وأكّد اللورد ترو أنه لا يهدد، لكنه حذّر من أن بعض الأعضاء قد يستخدمون "الحرية الكاملة" التي يتمتع بها المجلس إذا شعروا بالاستفزاز.
ولفت إلى أن استبعاد الأعضاء الوراثيين سيجعل المجلس مكوّنًا بالكامل تقريبًا من أعضاء يتم تعيينهم بقرارات سياسية، إضافة إلى الأساقفة. وأشار إلى أن ستارمر قد عيّن بالفعل "فريق كرة قدم كامل من النقابيين السابقين"، ما قد يغير من طبيعة المجلس.
واختتم بتحذير من أن هذه السابقة قد تفتح الباب أمام حكومات مستقبلية لإقصاء خصومها من البرلمان، متسائلًا: "تخيلوا أن نايجل فاراج يحصل على سلطة تخوّله طرد من لا يعجبه من البرلمان".