عرب لندن

ذكرت نقابة "يونيسون" Unison أن طواقم الإسعاف في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا اضطروا إلى تقديم رعاية طبية للمرضى داخل سياراتهم المتوقفة خارج أقسام الطوارئ، في ظل تزايد فترات الانتظار وتأخير تسليم الحالات.

ووفقًا لاستطلاع أجرته النقابة وشمل نحو 600 من العاملين في الإسعاف، فإن طوابير طويلة لسيارات الإسعاف — وصلت في بعض المناطق إلى 20 سيارة — باتت مشهدًا متكررًا أمام المستشفيات، حيث تجاوزت فترات الانتظار أحيانًا 12 ساعة. وأظهر الاستطلاع أن 77% من المشاركين اضطروا لتقديم الرعاية داخل سيارات الإسعاف، فيما انتظر 68% منهم في ممرات المستشفيات أو أماكن مؤقتة أخرى، وغالبًا ما تولّى مسعف واحد رعاية عدة مرضى في وقت واحد.

وبحسب ما ورد في موقع صحيفة "الغارديان" Guardian، تدهورت صحة المرضى خلال فترات الانتظار الطويلة، وفقًا لما أفاد به أكثر من ثلثي العاملين. وأكد 5% من المشاركين في الاستطلاع أنهم شهدوا وفاة مرضى أثناء وجودهم في سيارات الإسعاف نتيجة لتأخير إدخالهم للمستشفى.

كما كشف التقرير أن نحو 16% من المشاركين اضطروا للانتظار أكثر من 12 ساعة خارج أقسام الطوارئ، فيما واجه نصفهم تقريبًا تأخيرات تجاوزت 6 ساعات. وتوصي التوجيهات الصحية بتسليم المرضى خلال 15 دقيقة، وبحد أقصى لا يتجاوز 30 دقيقة.

وقال جافين تايلور، ممثل النقابة وأحد العاملين في إسعاف شمال غرب إنجلترا، إن الانتظار لساعات طويلة بات واقعًا يوميًا مؤلمًا، وأضاف: "نحن نعمل في هذه المهنة لأننا نهتم بالناس، ولكن هذا الوضع يؤثر بشكل خطير على سلامة المرضى وجودة الرعاية".

وجاء نشر نتائج الاستطلاع بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الصحي السنوي لنقابة يونيسون في مدينة ليفربول. وأعرب مشاركون عن الإحباط والقلق من التحديات التي يواجهونها يوميًا. وقال أحدهم: "الاستماع إلى النداءات الطارئة في قسم الطوارئ ونحن غير قادرين على الاستجابة لها بسبب الانتظار في طوابير سيارات الإسعاف أمر مفجع".

وكشف تحقيق أجرته صحيفة" الغارديان" Guardian أن سيارات الإسعاف قضت أكثر من مليون ونصف ساعة — ما يعادل 62,500 يوم — في انتظار إنزال المرضى أمام أقسام الطوارئ حتى نوفمبر 2024. وقد تضرر نحو 414 ألف مريض من هذا التأخير، من بينهم أكثر من 44 ألفًا تعرضوا لـ"ضرر شديد محتمل" أدى إلى آثار صحية دائمة أو حتى الوفاة.

وقالت كريستينا ماكنيا، الأمينة العامة للنقابة: "عمال الإسعاف يريدون الأفضل لمرضاهم، لكن الواقع بات مختلفًا. أصبحت سيارات الإسعاف وممرات المستشفيات غرف علاج مؤقتة، والطواقم مضطرة لتقديم الرعاية لساعات طويلة في ظروف غير مناسبة".

وأضافت: "الضغط الذي تتعرض له هيئة الخدمات الصحية الوطنية بات لا يُطاق، ويجب اتخاذ خطوات عاجلة لتقليل فترات الانتظار وضمان حصول المرضى على الرعاية في الوقت المناسب".

من جهته، قال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن النظام الصحي يواجه ضغوطًا غير مسبوقة، مؤكدًا أن الهيئة تعمل بالتعاون مع الحكومة لتحسين نتائج الرعاية وتقليل التأخيرات، بما في ذلك وضع خطة لضمان عدم تجاوز أي عملية تسليم أكثر من 45 دقيقة.

وأكد متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن "التأخيرات الحالية غير مقبولة"، محملًا الأنظمة السابقة مسؤولية الأوضاع الراهنة، وأضاف: “نعمل على إصلاح جذري للخدمات الصحية من خلال خطة شاملة لإعادة البناء وتحسين الكفاءة”.

التالي أزمة في NHS: مستشفيات بريطانية تعاني من غزو القوارض وتسربات الصرف الصحي!