عرب لندن
كشف تحقيق حصري أن معظم ضباط الشرطة في إنجلترا وويلز يتعرضون للسخرية والنبذ بسبب إجازة الأبوة المحدودة التي يحصلون عليها. في حين يتمتع الموظفون المدنيون في شرطة العاصمة بأجر أعلى بكثير، حيث يحصلون على إجازة أبوة لمدة ثلاثة أسابيع بأجر كامل، يحصل الضباط في الخطوط الأمامية على أسبوع واحد فقط بأجر كامل، بينما يُدفع الأسبوع الثاني بمعدل قانوني أقل بكثير.
ووفقًا لبيانات حصلت عليها مجموعة حملة حقوق الأبوة "Dad Shift" عبر طلب حرية المعلومات، منح 75% من 44 قوة شرطة استجابت لطلب المعلومات أسبوعًا واحدًا فقط من إجازة الأبوة بأجر كامل، مع أسبوع ثانٍ مدفوع بالأجر القانوني. وفي 60% من الحالات، عاد الضباط إلى العمل بعد أسبوع من الولادة، رغم الضغوط المترتبة على عملهم في "الأضواء الزرقاء" ومهام أخرى.
وذكر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian أن الشهادات التي قدمها أكثر من 50 ضابطًا وعائلاتهم أظهرت مدى السخرية والنبذ الذي يواجهه الآباء عند طلب إجازة أبوة. قال ضابط سابق إن معاملة الآباء كانت "سيئة للغاية" وأنه "نُبذ من وراء ظهره" بسبب قراره بأخذ إجازة بدون أجر لمدة أسبوعين لرعاية شريكته بعد ولادة قيصرية طارئة. وأضاف آخر أن ضابطًا لم يُسمح له بتعديل مواعيد إجازته بعد أن وُلد طفله قبل الموعد المتوقع، ليضطر للعمل في نوبة ليلية حاملاً سلاحه الناري.
وتعكس السياسات المتباينة في إجازات الأبوة داخل قوات الشرطة تباينًا في المعاملة بين الضباط المدنيين والعاملين في الخطوط الأمامية. في حين أن الموظفين المدنيين في شرطة العاصمة يستفيدون من ثلاثة أسابيع كاملة من الإجازة، يتلقى الضباط في الخطوط الأمامية أسبوعًا واحدًا فقط من الإجازة بأجر كامل. وعند سؤالهم عن ذلك، أكد متحدث باسم شرطة العاصمة أن السياسات المتعلقة بالأجر تحددها وزارة الداخلية ولا يمكن تغييرها على مستوى القوة المحلية.
وبعض القوى الشرطية في إنجلترا وويلز تقدم الآن إجازة أبوة بأجر كامل لمدة أسبوعين، بما في ذلك شرطة مانشستر الكبرى وديربيشاير وستافوردشاير، بينما تقدم شرطة النقل البريطانية وشرطة الطاقة النووية إجازة لمدة ثلاثة أسابيع. وقد صرح متحدث باسم شرطة مانشستر الكبرى أن زيادة إجازة الأبوة هي استجابة "للأسر الحديثة" وحرص على دعم الضباط في حياتهم الأسرية.
وفي ظل ارتفاع أعداد الضباط الذين يفكرون في ترك الخدمة، مما يزيد عن 20% في عام 2023، تسلط هذه القضية الضوء على تحديات الحياة الأسرية التي يواجهها الضباط بسبب السياسات الحالية. وحث أليكس لويد هانتر، أحد مؤسسي مبادرة "تحول الآباء"، وزير الداخلية على مراجعة هذه السياسات لضمان أن يتم دعم الآباء في الشرطة بشكل عادل.
من جانبه، أكدت وزارة الداخلية أن الحكومة تدرك ضرورة دعم الضباط لضمان استدامة قوتهم وأدائهم، وهو ما يساهم في تحسين مكافحة الجريمة وحماية المجتمع.