أسعار طوابع البريد الملكي ترتفع مجددًا وسط انتقادات المستهلكين

عرب لندن

أعلنت شركة Royal Mail عن زيادة جديدة في أسعار الطوابع البريدية، حيث سيرتفع سعر طابع الدرجة الأولى بمقدار 5 بنسات ليصل إلى 1.70 جنيه إسترليني، بينما سيرتفع طابع الدرجة الثانية بمقدار 2 بنس ليصل إلى 87 بنسًا، وذلك اعتبارًا من 7 أبريل المقبل.

ووفقًا لموقع "البي بي سي" BBC، أكدت الشركة أن القرار جاء بعد "دراسة متأنية" لتحقيق توازن بين القدرة على تحمل التكاليف وارتفاع النفقات التشغيلية، مشيرةً إلى أن زيادة تكاليف النقل والتوزيع كانت من العوامل الرئيسية وراء هذه الخطوة.

وقوبلت هذه الزيادات بانتقادات واسعة، حيث وصفت منظمة Citizens Advice، المعنية بحماية حقوق المستهلك، هذه التعديلات بأنها "ضربة جديدة للمستهلكين"، معتبرةً أن رفع سعر طابع الدرجة الثانية تحديدًا "غير عادل"، لا سيما في ظل مراجعة هيئة Ofcom لاحتمالية تقليص خدمات التسليم إلى أيام متناوبة.

وقال توم ماكينيس، مدير السياسة في المنظمة: “من غير المنصف أن ترفع Royal Mail أسعار طوابع الدرجة الثانية، بينما يتم النظر في تقليل أيام تسليم البريد. ومع ارتفاع تكلفة طوابع الدرجة الأولى، قد يجد العديد من الأشخاص أنفسهم مضطرين لاستخدام خدمات أبطأ بسبب الضغوط المالية.”

هذا وتُظهر الإحصاءات تراجعًا كبيرًا في عدد الرسائل التي تسلمها Royal Mail، حيث انخفضت من 20 مليار رسالة سنويًا في 2004-2005 إلى 6.6 مليار فقط في العام الماضي، بينما استمرت الأسعار في الارتفاع بشكل متسارع، إذ زادت تكلفة طابع الدرجة الأولى خمس مرات منذ عام 2022، حيث ارتفع من 85 بنسًا إلى 1.65 جنيه إسترليني.

ويأتي هذا القرار في وقت تدرس فيه هيئة Ofcom تخفيض عدد أيام تسليم البريد من الدرجة الثانية، بحيث يتم إلغاؤه أيام السبت، كجزء من إجراءات لضمان استدامة صناعة البريد في المملكة المتحدة. وقد أطلقت الهيئة مشاورات عامة مفتوحة حتى 10 أبريل، على أن يتم الإعلان عن القرار النهائي في الصيف المقبل.

وتزامن الإعلان عن رفع الأسعار مع صفقة استحواذ الملياردير التشيكي دانييل كريتينسكي على الشركة الأم لـRoyal Mail في صفقة بلغت 3.6 مليار جنيه إسترليني، والتي وافقت عليها الحكومة العام الماضي. ورغم ذلك، ستحتفظ الحكومة بـ "حصة ذهبية" تمنحها صلاحيات الموافقة على أي تغييرات في ملكية الشركة أو مقرها الرئيسي أو وضعها الضريبي.

وفي ظل الجدل الدائر حول مستقبل Royal Mail، تعهد كريتينسكي بالالتزام بمبادئ الخدمة الموحدة، مؤكدًا: "طالما أنا على قيد الحياة، سأحافظ على هذه المبادئ."