عرب لندن

تصاعدت الضغوط على هيئة تنظيم البث البريطانية (Ofcom) لإقالة مستشارها عقيل أحمد بعد أن وُجهت له اتهامات بالترويج "لنظريات مؤامرة" حول اليهود، إثر منشوراته التي اتهمت إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.

وكان أحمد، محرر قسم الأديان والأخلاق السابق في (BBC)، قد أيد تصريحات الموسيقي بول ويلر الذي قال خلال حفل “Gig for Gaza”: “لا يمكننا السماح بأن تصبح الإبادة الجماعية أمرًا مشروعًا”. كما كتب على منصة "X" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استولى" على الشرق الأوسط و"على كل عاصمة أوروبية".

وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعًا، خاصةً أنها جاءت بعد أيام من تحذير رئيس (Ofcom)، اللورد غريد، لـ (BBC) من احتمال تدخل الهيئة إذا لم يكن تحقيقها الداخلي بشأن وثائقي عن غزة كانت قد بثته مرضيًا. 

وكانت (BBC) قد أزالت الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو في منطقة حرب" من منصتها (iPlayer) بعد أن تبيّن أن الراوي الطفل هو نجل مسؤول سابق في حكومة حماس.

ودفعت منشورات أحمد جهات مثل حملة مكافحة معاداة السامية إلى المطالبة بإقالته من (Ofcom)، حيث صرّح متحدث باسم الحملة قائلاً: “الادعاء بأن رئيس وزراء الدولة اليهودية قد استولى على الولايات المتحدة وأوروبا هو كلام غير منطقي وهذيان صريح"، بحسب ما نقلته "التلغراف". 

كما أشار المتحدث إلى أن تصريحات أحمد تتماشى مع تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، الذي يعتبر الادعاءات بشأن “مؤامرة يهودية عالمية” أو “سيطرة اليهود على المؤسسات الإعلامية والاقتصادية والسياسية” شكلًا من أشكال معاداة السامية.

في المقابل دافع أحمد عن نفسه بشدة، واصفًا الاتهامات بأنها “سخيفة تمامًا”، مشددًا على أن تعليقاته كانت سياسية بحتة وليست دينية أو عرقية، وقال: “هذه مجرد محاولة لتسجيل نقاط سياسية. مواقفي مستوحاة من نقاشاتي مع أصدقاء إسرائيليين وتجربتي الشخصية عند زيارتي لإسرائيل”.

من جهتها، أكدت (Ofcom) أنها ستبحث في المسألة، مشيرة إلى أن جميع أعضاء لجانها الاستشارية يخضعون لـ”مدونة سلوك صارمة”. 

كما كشفت مصادر أن أحمد سيغادر منصبه في مايو، وأنه حضر آخر اجتماع له بالفعل، دون أن يكون له دور في اتخاذ القرارات داخل الهيئة.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تعليقات موظفي (Ofcom) الجدل بشأن إسرائيل، ففي عام 2023، أُوقفت المسؤولة فادزاي مادزينغيرا عن العمل بعد أن وصفت إسرائيل على "إنستغرام" بأنها “دولة فصل عنصري”.

السابق لندن تُرحّل المشرّدين: أكثر من 140 مليون جنيه إسترليني لشراء منازل خارج العاصمة
التالي أسعار طوابع البريد الملكي ترتفع مجددًا وسط انتقادات المستهلكين