آلاف المتقاعدين ينتظرون قرار دعم التدفئة الشتوية

عرب لندن

كشفت أرقام جديدة صادرة عن وزارة العمل والمعاشات البريطانية (DWP) أن عشرات الآلاف من المتقاعدين لا يزالون بانتظار قرار بشأن طلباتهم للحصول على دعم التدفئة الشتوية، رغم مرور شهرين على تقديمها.

ويُعتبر هذا الدعم وسيلة لمساعدة المتقاعدين على تغطية تكاليف فواتير الطاقة خلال فصل الشتاء البارد، إلا أن العديد منهم لم يتلقوا المدفوعات حتى أواخر فبراير، مما أثار انتقادات حادة للحكومة.

وشهدت وزارة العمل والمعاشات زيادة بنسبة 64% في طلبات الحصول على معاش التقاعد (Pension Credit)، بعد أن قررت حكومة حزب العمال ربطه بمدفوعات التدفئة الشتوية، وفقا لما نقلته "الإندبندنت". 

ووفقًا للإحصائيات الرسمية، فقد تم معالجة 117,800 طلب، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وجاء ذلك عقب تقديم 300 ألف طلب جديد خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي دفع الوزارة إلى توظيف 500 موظف إضافي لتسريع معالجة الطلبات، مما أدى إلى مضاعفة عدد الطلبات التي تم البت فيها بين 29 يوليو 2024 و23 فبراير 2025.

وقالت وزيرة العمل والمعاشات ليز كيندال: “إن العدد القياسي من الطلبات التي تمت الموافقة عليها هو نتيجة شهور من العمل لزيادة الوعي بمعاش التقاعد، ومعالجة الارتفاع الهائل في الطلبات، مما يتيح للآلاف من المتقاعدين الوصول إلى الدعم المتاح.”

ورغم هذه الجهود، لا تزال 33,700 حالة قيد الانتظار حتى 23 فبراير، من بينها 18,900 طلب تم تقديمه قبل الموعد النهائي في 22 ديسمبر، لكن لم تتم معالجته في الوقت المناسب للحصول على دعم التدفئة الشتوية بأثر رجعي.

كما سجلت نسبة الطلبات المرفوضة ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالعام الماضي، بلغت نسبته بنسبة 133%حيث تم رفض 114,500 طلب لمعاش التقاعد.

ووصف النائب ستيف دارلينج، المتحدث باسم شؤون العمل والمعاشات في حزب الديمقراطيين الليبراليين، هذه الأرقام بأنها كارثية، قائلًا: “وعود الوزراء بزيادة طلبات معاش التقاعد لا معنى لها إذا لم يتمكنوا من معالجة هذه الطلبات في الوقت المناسب، مما يترك الكثير من المتقاعدين يعانون من البرد القارس في منازلهم.”

وأضاف: “على الحكومة أن تدرك خطأها وألّا تسمح بتكرار هذه الأزمة، ويجب عليها إلغاء أي زيادات جديدة في فواتير الطاقة للمتقاعدين الذين تم حرمانهم من مدفوعات التدفئة الشتوية بشكل غير عادل.”

وواجه حزب العمال انتقادات شديدة من خصومه السياسيين وجمعيات الدفاع عن كبار السن، بعد قراره إلغاء مدفوعات التدفئة الشتوية لمعظم المتقاعدين، باستثناء الأكثر فقرًا.

وكانت وزيرة الخزانة راشيل ريفز قد أعلنت عن هذا القرار في يوليو الماضي، مؤكدة أنه لم يكن خيارًا تفضله، لكنه ضروري لسد العجز المالي الذي خلّفته الحكومة السابقة.

وكشف تحليل أجرته جمعية (Age UK) الخيرية أن ما لا يقل عن 2.5 مليون متقاعد سيجدون صعوبة في تدفئة منازلهم بعد إلغاء الدعم، بمن فيهم ذوو الدخل المحدود الذين يقعون فوق العتبة الجديدة بفارق بسيط والأشخاص من ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى تدفئة مستمرة و900 ألف شخص لم يتقدموا بطلبات لمعاش التقاعد بسبب الخجل أو قلة الوعي بوجود هذا الحق.

وقدمت الجمعية عريضة تحمل 650 ألف توقيع إلى الحكومة الأسبوع الماضي، تطالب فيها بإعادة الدعم. 

وأظهرت أبحاثها أن 3 من كل 4 متقاعدين، أي حوالي 9.1 مليون شخص، يعيشون في منازل أبرد مما ينبغي بسبب نقص الدعم.