عرب لندن
كشف الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أنه حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إعادة بناء علاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اللقاء المتوتر الذي دار داخل أروقة البيت الأبيض والذي وصفه بأنه “مؤسف”.
وقال روته في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): “من المهم أن يجد الرئيس زيلينسكي طريقة لاستعادة علاقته مع الرئيس الأمريكي وقيادة الولايات المتحدة”.
واندلعت شرارة الجدل عندما طالب ترامب زيلينسكي بقبول شروطه لإنهاء الحرب، مهددًا بالتخلي عن دعم أوكرانيا بالكامل في حال الرفض.
من جانبه، عرض زيلينسكي صورًا تظهر حجم الدمار الذي لحق ببلاده، مؤكدًا أنه لطالما عبّر عن امتنانه للشعب الأمريكي. غير أن ذلك لم يمنع ترامب وفانس من انتقاد ما وصفوه بـ”قلة الامتنان” من الجانب الأوكراني، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة قدمت نحو 100 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكييف.
وفي تصعيد غير مسبوق، أشار زيلينسكي إلى أن بوتين كان قد احتل أجزاءً من أوكرانيا منذ عام 2014، متسائلًا عن نوع “الدبلوماسية” التي يدعو إليها فانس.
وردّ نائب الرئيس الأمريكي قائلًا: “أنا أتحدث عن دبلوماسية تنهي تدمير بلدك”، مضيفًا: “من غير اللائق أن تأتي إلى المكتب البيضاوي لتناقش هذا الأمر أمام الإعلام الأمريكي”.
وأثار زيلينسكي حفيظة الرئيس الأمريكي عندما قال إن الولايات المتحدة محظوظة بوجود “محيط جميل” يفصلها عن الحروب في أوروبا، وهو ما دفع ترامب للرد بغضب: “لا تقل لنا ما الذي سنشعر به. نحن نحاول حل المشكلة، وأنت لست في موقع يسمح لك بإملاء مشاعرنا علينا”.
وتصاعدت حدة التوتر عندما حذر ترامب من أن “هذا الوضع قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة”، مؤكدًا أن أوكرانيا تعتمد بشكل كامل على الدعم الأمريكي.
وأضاف موجهًا حديثه لزيلينسكي: “أنت لا تملك أي أوراق رابحة. معنا، لديك فرصة، ولكن بدوننا، ليس لديك أي شيء”.
وفي أعقاب المواجهة العنيفة، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مقررًا بين ترامب وزيلينسكي. كما لم تُعقد مأدبة الغداء الرسمية التي كان من المفترض أن تجمع الطرفين، حيث شوهدت الصحون غير المستخدمة في ممر البيت الأبيض.
وعقب مغادرته البيت الأبيض، نشر زيلينسكي رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيها: “شكرًا لأمريكا، شكرًا لدعمكم، وشكرًا للرئيس والكونغرس والشعب الأمريكي. أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك”.
في الوقت ذاته، كشفت مصادر مطلعة أن ترامب ربط استمرار الدعم الأمريكي بتوقيع أوكرانيا على اتفاقية تمنح واشنطن حق الوصول إلى الموارد الطبيعية النادرة في البلاد، وهو ما رفضه زيلينسكي.
من جانبه، سعى رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي زار واشنطن مؤخرًا، إلى إقناع ترامب بالموافقة على تقديم دعم جوي لأي قوة أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، لكن ترامب رفض هذا الاقتراح، مؤكدًا أن الأولوية يجب أن تكون للاتفاقية الاقتصادية مع كييف.