عرب لندن

أظهرت تقارير حديثة تصاعدًا ملحوظًا في أعداد المتشردين الشباب في إنجلترا، حيث اضطرت العديد من مراكز الإيواء إلى إغلاق أبوابها بسبب ارتفاع الطلب وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم. ففي لندن، ارتفع عدد الأشخاص الذين ينامون في الشوارع من 3107 في مارس 2023 إلى 4612 في ديسمبر من نفس العام، مما يعكس تفاقم أزمة التشرد في العاصمة.

وذكر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian، أن جمعية "نيو هورايزن" تقوم بتوزيع حقائب نوم على الشباب المشردين بعد أن فاقت أعداد الطلبات المعروضة على مراكز الإيواء طاقتها، مما حال دون قدرتها على استقبال الجميع. وأكدت هولي أودوبانغ، المستشارة في الجمعية، أن "الأمور تتدهور بسرعة"، مشيرة إلى أن الشباب الذين يتم رفضهم يضطرون للنوم في الشوارع، مما يشكل تهديدًا مضاعفًا لهم في ظل الأجواء الشتوية القاسية.

وتعكس تجربة "نيو هورايزن" واقعًا مشابهًا في العديد من الجمعيات الخيرية في أنحاء مختلفة من المملكة المتحدة، حيث سجلت جمعية "روندابوت" في شيفيلد زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين تم إيواؤهم في الفنادق بسبب انعدام المساحات في مراكز الإيواء. وفي مانشستر، ارتفعت أعداد الشباب الذين ينامون في الشوارع من 33% إلى 60% خلال عام 2023، حسب تصريحات نيكولا هارود، المديرة التنفيذية لجمعية "ديبول المملكة المتحدة".

وتتفاقم المشاكل أيضًا نتيجة لتقليص عدد المشاريع السكنية المدعومة التي كانت مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل الناجين من العنف الأسري. وبحسب فيل كيري، الرئيس التنفيذي لجمعية "نيو هورايزن"، فإن "القطاع يعاني من استغلاله من قبل المجرمين وأصحاب العقارات الذين يقدمون مساكن غير ملائمة".

وتدعو الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة الحكومة إلى التدخل العاجل، إذ تحذر اللجنة البرلمانية المعنية بالإسكان من أن إنجلترا تواجه حالة طوارئ تتعلق بالتشرد، مع وصف رئيسة اللجنة، النائبة فلورنسا إيشالومي، الوضع بأنه "مصدر للعار الوطني". وفي وقت متأخر من العام الماضي، خصصت الحكومة نحو مليار جنيه استرليني لمكافحة التشرد، بما في ذلك 37 مليون جنيه استرليني خصصت لبرنامج الإيواء للمتشردين. ومع ذلك، فإن العديد من الجمعيات تشكك في كفاية هذه الأموال لتلبية احتياجات الواقع المتفاقم.

وتشير هذه الأرقام والتطورات إلى أن الحكومة والجمعيات الخيرية بحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات جديدة وفعّالة لتجاوز هذه الأزمة التي تهدد حياة آلاف الأشخاص في الشوارع البريطانية، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

السابق الخارجية البريطانية ترفض الكشف عن تكلفة مفاوضات صفقة جزر شاغوس
التالي أزمة مالية في NHS: مستشفيات لندن تعاني من عجز يصل إلى 51 مليون جنيه إسترليني