عرب لندن
وصل العجز في مستشفيات NHS في إنجلترا إلى 1.2 مليار جنيه استرليني، حيث تجاوزت مستشفيات لندن بمقدار 51 مليون جنيه استرليني، وفقًا لتحليل جديد من نافيليد ترست. وأصبحت الأزمة المالية التي تواجهها NHS الآن بنفس شدة الوضع الذي كان عليه الوضع مباشرة قبل الجائحة.
ويذكر موقع صحيفة “ذا ستاندرد” The Standard، أن التحليل كشف أن مستشفيات NHS في المناطق الأكثر حرماناً شهدت أسوأ تدهور في الوضع المالي خلال العام 2023-2024 مقارنة بالعام السابق. ورغم أن العجز العام لا يقترب من الارتفاع القياسي الذي تم تسجيله في 2015/2016، إلا أن الانتشار الواسع لهذه الأزمة عبر جميع أنواع مقدمي الخدمات يثير القلق بشأن قدرة الحكومة على معالجة قوائم الانتظار في NHS بشكل فعال.
ومن المتوقع أن يكون العجز في مستشفيات NHS بلندن أكبر بكثير من الـ 51 مليون جنيه استرليني الذي تم الإبلاغ عنه لعام 2023-2024، حيث لم تكن بعض المستشفيات الكبرى في كرويدون وباركينغ وهافرينغ وريدبريدج ومستشفى إيست لندن NHS قد أبلغت عن أرقامها عندما تم إجراء التحليل.
هذا وحذرت سالي غينسبري، كبيرة محللي السياسات في نافيليد ترست، من أن هذه النتائج تظهر هشاشة الصحة المالية لـ NHS. ووجهت انتقادات لخطط الحكومة للإصلاح، مشيرة إلى أنه بينما تعد الحكومة بتغييرات كبيرة، إلا أنه لا يوجد تمويل جديد لدعم هذه الخطط.
وقالت غينسبري: "تقول الحكومة إنها تريد نقل الرعاية من المستشفيات، ولكنها في الوقت نفسه تعد بتقليص قوائم الانتظار بشكل كبير. مع وجود أكثر من 6 مليون شخص في قوائم انتظار NHS - ويحتاج العديد منهم إلى العلاج في المستشفيات - فإنه من غير الواقعي أن نفترض أن الإنفاق على المستشفيات الحادة يمكن تحويله ببساطة لتوسيع الخدمات مثل الرعاية المجتمعية والصحة النفسية."
وتحدد التقرير أن تكاليف العمالة المؤقتة المرتفعة والزيادة في الاستعانة بالقطاع الخاص كانت من العوامل الرئيسية المساهمة في العجز المالي.
وتعهد الوزراء بتقليص أوقات الانتظار وإصلاح NHS على مدار البرلمان، بما في ذلك توسيع الرعاية إلى المجتمع. ومع ذلك، فقد تم تأجيل بعض التحسينات المقترحة، مثل تعهد بناء 40 مستشفى جديدًا بحلول عام 2030، بسبب نقص التمويل.
وقال وزير الصحة ويس ستريتينغ مؤخرًا إن بناء المستشفيات الجديدة سيتم على أربع مراحل، مع بدء المرحلة الأخيرة بين عامي 2035 و2039. يشمل ذلك مشاريع تأخرت مثل مستشفى هيلينغدون، الذي سيبدأ بين عامي 2027 و2028، ومشفى وِيبس كروس الذي لن يبدأ حتى عامي 2032-2034. كما ستبدأ أعمال بناء مستشفيات مثل تشارينغ كروس وسانت ماري وهامرسميث بين عامي 2035 و2038.
ورداً على ذلك، أكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن الحكومة ورثت NHS في حالة مالية صعبة، مشيرة إلى زيادة التمويل بـ 26 مليار جنيه استرليني للصحة والرعاية الاجتماعية التي تم الإعلان عنها في الميزانية. ومع ذلك، شددت الوزارة على أن الاستثمار يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع الكفاءة والإصلاح.
وقالت الوزارة: "لقد وضعنا هدفًا شديد الصعوبة للإنتاجية والكفاءة في NHS للعام المقبل. نحن نمنح الخدمة الصحية الأدوات التي تحتاجها لتحقيق هذا الهدف، من خلال تحديث NHS وتجنب الهدر وتقليص المواعيد التي لا فائدة منها."