عرب لندن

انتقد دونالد ترامب سير كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهماً إياهما بعدم فعل "أي شيء" لوقف الحرب المستمرة في أوكرانيا. 

وقبل لقاءاته المرتقبة مع ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبوع المقبل، قال ترامب: “لم يفعلوا أي شيء أيضًا لإنهاء الحرب. الحرب مستمرة، ولا اجتماعات مع روسيا، لا شيء". وأضاف: "ماكرون صديقي، وقد التقيت مع رئيس الوزراء، إنه شخص لطيف جدًا…لكن لا أحد فعل شيئًا."

كما عبر ترامب عن استيائه من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مدعيًا أن تصرفاته جعلت من "الصعب" التوصل إلى صفقة مع روسيا لإنهاء النزاع. وتأتي تعليقاته في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا انقسامًا متزايدًا حول كيفية معالجة الحرب.

ووفقًا لتقارير يوم الجمعة، من المتوقع أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "النصر" في أوكرانيا في الذكرى الثالثة للغزو، المقررة في 24 فبراير 2025. وأفادت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية (GUR) بأن بوتين قد يدعي "النصر" أيضًا على حلف الناتو، في سياق تصوير النزاع كجزء من حرب أوسع ضد الحلف.

ومن المتوقع أن يسافر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لعقد لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وحذر ماكرون ترامب من أن يظهر "ضعيفًا" خلال محاولاته للتوصل إلى صفقة سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبدأ بوتين غزوه في 24 فبراير 2022، متوقعًا أن يرحب الأوكرانيون بقواته كـ "محررين". وكان يخطط للاستيلاء على العاصمة كييف خلال أسابيع والإطاحة بحكومة زيلينسكي، لفرض نظام موالٍ لموسكو. ولكن فشلت الحملة العسكرية بشكل كبير، حيث اضطرت القوات الروسية إلى الانسحاب من كييف، وما زالت تحقق تقدمًا بطيئًا ومكلفًا في شرق أوكرانيا.

ترامب، الذي اتخذ موقفًا أقل دعمًا لأوكرانيا مقارنة بالإدارات الأمريكية السابقة، يبدو أنه يسعى إلى التفاوض على صفقة سلام مع بوتين قد تفيد روسيا والولايات المتحدة، وربما على حساب أوكرانيا. وحذر وزير الدفاع البريطاني السابق، سير بن والاس، من "رائحة" التخاذل في الطريقة التي تسعى بها إدارة ترامب لإبرام صفقة سلام.

وأثار نهج إدارة الولايات المتحدة في مفاوضات السلام استياء العديد من العواصم الأوروبية، خاصة لتركها أوكرانيا وأوروبا خارج المحادثات الرئيسية. كما شن ترامب هجومًا حادًا على زيلينسكي، واصفًا إياه بـ "الديكتاتور"، بينما يظهر اهتمامًا بتوطيد العلاقات مع بوتين، الذي يُنتقد على نطاق واسع بسبب انتخاباته المزورة. كما ادعى ترامب أن زيلينسكي غير شعبي للغاية في أوكرانيا، وهو ما يتناقض مع نتائج استطلاعات الرأي الوطنية.

كما ورد زيلينسكي على تصريحات ترامب، متهمًا إياه بالانجرار إلى "معلومات مضللة" وبتكرار دعاية الكرملين. وفي الوقت نفسه، حذر نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانسي، زيلينسكي من "انتقاد" ترامب.

ودافع سير كير ستارمر عن الرئيس الأوكراني، مؤكدًا أن زيلينسكي تم انتخابه ديمقراطيًا. وفي المقابل، رد حليف ترامب، رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، على تصريحات ترامب، معتبرًا أن إلقاء اللوم على أوكرانيا في حرب بوتين يشبه القول إن اليابان هاجمت أمريكا في بيرل هاربر عام 1941.

وقام المبعوث الأمريكي لأوكرانيا، الجنرال المتقاعد كيث كيليوج، بزيارة كييف يوم الخميس لإجراء محادثات مع زيلينسكي. ولكن تم إلغاء مؤتمر صحفي كان مقررًا له فجأة، وهو ما أثار تكهنات بأن كيليوج يتم تهميشه من قبل واشنطن في الوقت الذي يدفع فيه مسؤولون آخرون، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في السعودية، لخطة السلام.

كما انتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، تصريحات زيلينسكي بشأن المعلومات المضللة، ودعا الرئيس الأوكراني إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة صفقة سابقة تم اقتراحها تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا، والتي تقدر قيمتها بحوالي 500 مليار دولار.

السابق مشروع قانون جديد يجرّم استغلال الأطفال في جرائم الاستيلاء القسري على المنازل
التالي مراهق يعترف برغبته في تنفيذ هجوم مدرسي مشابه لمذبحة كولومبين