عرب لندن
أثار نفوق أربع فقمات على الساحل الشمالي لنورفولك مخاوف العلماء بشأن انتشار إنفلونزا الطيور بين الثدييات البحرية، خاصة في مستعمرة بلاكني بوينت، التي تعد أكبر موطن للفقمات في إنجلترا.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أكدت الفحوصات أن الفقمات الأربع أصيبت بسلالة H5N1 شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور، حيث تم العثور على اثنتين منها نافقتين في بلاكني بوينت، التي تشهد ولادة نحو 4000 جرو فقمة سنويًا.
ويعمل العلماء على تحديد ما إذا كانت الفقمات قد التقطت العدوى من الطيور المصابة أثناء تغذيتها على جثثها.
وتحتضن بريطانيا 38% من إجمالي الفقمات الرمادية في العالم، مما يجعل الحفاظ عليها أمرًا بالغ الأهمية. إلا أن هذه الحيوانات تواجه تهديدات بيئية متزايدة، مثل التلوث البلاستيكي، وتقلص مناطق الصيد، وتدمير مواطنها الطبيعية بفعل تغير المناخ.
وحذر الخبراء من أن إنفلونزا الطيور قد تسبب التهابات رئوية حادة والتهابًا في الدماغ لدى الفقمات، مما قد يؤدي إلى وفاتها.
ومنذ عام 2021، تسبب فيروس H5N1 في نفوق ملايين الطيور البرية، كما انتقل إلى بعض الثدييات، ما أدى إلى وفيات جماعية بين أسود البحر وصغار فقَمات الفيل.
وحذّرت داني كليفورد، المسؤولة عن الحفاظ على البيئة البحرية في جمعية الحياة البرية، قائلة: "إنفلونزا الطيور ألحقت خسائر فادحة بالطيور، ونحن قلقون من انتشارها بين الثدييات البحرية. من الضروري مراقبة هذه الحيوانات لفهم مدى تفشي المرض، لكن الأهم هو تقليل الضغوط التي تتعرض لها الحياة البرية، مثل منع إزعاج الفقمات من قبل البشر والكلاب، وحماية المناطق البحرية من الأنشطة الضارة."
ودعت الهيئة الوطنية للأراضي المحمية زوار بلاكني بوينت إلى إبقاء كلابهم مقيدة أثناء التجول، وعدم لمس أي حيوان مريض أو نافق.
من جهتها، أكدت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية أنها تتابع الوضع عن كثب، مشيرةً إلى أن الفقمات يُعتقد أنها التقطت العدوى بسبب تغذيها على الطيور النافقة المصابة، لكنها تجري تحقيقات إضافية لاحتمال انتقال الفيروس بين الفقمات نفسها.
ويحذر الباحثون من أن موسم تكاثر الفقمات، الذي يمتد من أواخر أكتوبر إلى أوائل يناير، قد يزيد من خطر انتشار الفيروس، إذ أظهرت دراسات سابقة أن جراء الفقمات أكثر عرضة للوفاة بسبب إنفلونزا الطيور مقارنة بالبالغين.